استنفرت القوى الأمنية والمقاومة في قطاع غزة على طول الشريط الحدودي للقطاع، ولا سيما الحدود الجنوبية التي شهدت فجر أول من أمس تفجيراً انتحارياً، شرق مدينة رفح، أودى بحياة أحد المقاومين، حينما حاولت مجموعته التصدي للانتحاري. وقالت مصادر في «حماس» إن مناطق جنوب القطاع «شهدت انتشاراً أمنياً مكثفاً... يشمل مداخل المحافظات وقرب المقارّ الأمنية»، كذلك أُقيمت حواجز لتفتيش المركبات.
الحادث، الذي وصف بأنه «سابقة خطيرة»، لاقى ردود فعل فصائلية وشعبية مستنكرة، إلى الحدّ الذي أصدرت فيه عائلة الانتحاري مصطفى كلّاب بياناً «تبرّأت» فيه من المنفذ، معلنة رفضها «إقامة أي مراسم دفن أو عزاء». وبينما قالت «كتائب القسّام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، في بيانٍ أمس، إن أحد قادتها الميدانيين نضال الجعفري (28 عاماً) «استشهد إثر تفجير نفذه أحد عناصر الفكر المنحرف»، مؤكدة «مواجهة الفكر المنحرف الدخيل بالفكر الجهادي المقاوم الأصيل». وقالت «حماس» في بيان آخر إنها تشدد على «ضرورة التعامل بحزم مع الخارجين عن القانون وعن قيم شعبنا الفلسطيني وأصالته». وفي وقت لاحق، حضر رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، وقادة الحركة إلى رفح لتشييع الجعفري.
ووفق المعلومات، فإن كلّاب فجّر نفسه بمجموعة من «القسام» (وحدة «الضبط الميداني» الموكَلة إليها مراقبة الحدود ومنع إطلاق «الصواريخ العشوائية»)، كذلك أصيب مهاجم ثانٍ بسبب التفجير نفسه، فيما فرّ شخص ثالث كان برفقتهما بعدما لم يتمكن من التوجه إلى الحدود المصرية. في المقابل، أفادت مصادر طبية بأن التفجير نفسه أدى إلى إصابة أربعة أفراد أمن آخرين أحدهم جروحه خطرة.
وفي بيانات نسبت إلى كل من «وكالة أعماق» وتنظيم «ولاية سيناء»، وكذلك «مركز ابن تيمية للإعلام» ــ في غزة ــ تبنت فيه العملية الانتحارية، قائلة إن كلّاب أحد عناصرها. وتوعد بيان «حماس» بمزيد من التصعيد بعدما قال إن الحركة «تجني ثمار ما زرعت»، في إشارة إلى الحملات الأخيرة التي نظمتها المقاومة وقوى الأمن في غزة بحق السلفيين، وذلك وسط الحديث عن تقارب مع القاهرة، أفضى إلى جملة نتائج منها تأمين الحدود.
في هذا السياق، نددت فصائل فلسطينية بعد اجتماع طارئ أمس بالحادثة، ودعت إلى «تكاتف الجهود رسمياً وشعبياً لمحاربة خطر تنامي الفكر المنحرف والمتطرف في المجتمع الفلسطيني». واستنكرت حركة «الجهاد الإسلامي في فلسطين» التفجير، واصفة في بيان «هذا النهج» بأنه «خارج عن الدين الإسلامي والتقاليد وثقافة الشعب الفلسطيني»، كذلك دعت إلى «مواجهة كل محاولات خلخلة جبهتنا الداخلية وتعريض مصالح الشعب للخطر وحرف بوصلته... وإلى الحكمة واليقظة في معالجة تداعيات هذا الحادث الخطير».
إلى ذلك، عاد وفد الفصائل الفلسطينية، ظهر أمس، إلى غزة، قادماً من العاصمة المصرية، القاهرة، بعد زيارة استمرت أسبوعاً، التقى خلالها شخصيات مصرية وفلسطينية، فيما تزامن ذلك مع إغلاق معبر رفح بعد فتح جزئي خرج خلاله بقية حجاج القطاع وعدد محدود من الحافلات التي تقل حالات إنسانية بجانب حافلات «تنسيق».
(الأخبار)