بهدوء وصمت، وبعيداً من صخب التصريحات الإعلامية، يواصل مبعوثا وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، جولتيهما على الخليج بحثاً خلف حل للأزمة المستعصية بين حلفاء واشنطن في المنطقة: قطر من جهة، والسعودية والإمارات ومعهما مصر والبحرين في الجهة المقابلة.
وحطّ رسولا تيلرسون، الجنرال المتقاعد أنتوني زيني ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى تيم لينديركين، في قطر، مساء أمس، وهي المحطة الثانية للرجلين بعد الكويت التي وصلا إليها أول من أمس. ومن المقرر، بحسب ما أفاد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، أن تشمل جولة مبعوثي تيلرسون، عمان والإمارات والسعودية ومصر، قبل أن يعودا إلى واشنطن بعد غد الجمعة.
وفي الكويت، بدا تأثير لينديركين وزيني جلياً، من خلال استئناف الوساطة الكويتية نشاطها، بعد ركود طويل. فعلى الفور، أرسل أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، أمس الثلاثاء، وزير خارجيته صباح الخالد الحمد الصباح، إلى سلطنة عمان والإمارات والبحرين، محملاً برسائل خطية ثلاث لكل من سلطان عمان قابوس بن سعيد، ورئيس الإمارات خليفة بن زايد، وملك البحرين حمد بن عيسى. وكانت وكالة الأنباء الكويتية قد أشارت إلى أن أمير الكويت بعث أول من أمس برسالتين إلى كل من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وعلى الرغم من أنه لا يزال من المبكر التكهن بما سيفضي إليه الحراك الدبلوماسي الأميركي، بدأ حديث «التفاؤل» في واشنطن بنتائج وفد تيلرسون يطفو على السطح في الإعلام الأميركي، وتوالت الترجيحات لوجود نيات جدية يحملها الوفد بإخراج تسوية ترضي الطرفين، وتحقق لتيلرسون نجاحاً دبلوماسياً هو في أمسّ الحاجة إليه في المرحلة الراهنة.
وفي ردود الفعل الأولية على استئناف الوساطة، دعا ملك البحرين حمد بن عيسى، عقب استقباله مبعوث أمير الكويت، إلى «وحدة الصف والتكاتف والتآزر والعمل المشترك لمواجهة كافة المخاطر والتحديات».
أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فجدّد أثناء لقائه وزير الخارجية الكويتي دعوته قطر إلى التجاوب مع مطالب «الرباعي». وقالت الرئاسة المصرية إن رسالة أمير الكويت تتعلق بالجهود التي تقوم بها الكويت في التعامل مع أزمة قطر، سعياً للحفاظ على وحدة الصف العربي. وأشارت، في بيان، إلى أن السيسي أعرب عن دعم القاهرة لمساعي الكويت، وعن تقديره للجهود التي يقوم بها أمير دولة الكويت، واعداً بمواصلة التنسيق والتشاور المكثف بين الجانبين خلال الفترة المقبلة.
في غضون ذلك، اتهم السفير السعودي في واشنطن، خالد بن سلمان، الدوحة بدعم الإرهاب وتمويله. وقال نجل الملك السعودي، في مقابلة مع «واشنطن بوست»، إن سياسات قطر «تشكل تهديداً للأمن القومي السعودي، خصوصاً عندما تتدخل الدوحة في السياسات الداخلية وتدعم المتطرفين». ورأى أن الرياض «تقف في الخطوط الأمامية لمكافحة الإرهاب»، بينما المشكلة في الدوحة تكمن في أن الحكومة القطرية «هي التي تمول الإرهاب».
(الأخبار)