للمرة الأولى منذ خمس سنوات، زار الملك الأردني عبدالله الثاني، مقر المقاطعة في رام الله، أمس، للقاء رئيس السلطة محمود عباس. وتكتسب زيارة عبدالله أهمية خاصة بعد أحداث المسجد الأقصى وغياب التواصل بين المملكة والسلطة خلال المفاوضات التي أجرتها عمان مع العدو الإسرائيلي، وهو ما انعكس سلباً على العلاقة بين الطرفين.
ملك الأردن استبق زيارته بالقول إن مستقبل القضية الفلسطينية «على المحك»، مؤكداً «صعوبة التوصل إلى حل سلمي للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين». وأضاف في بيان صادر عن الديوان الملكي: «لولا الوصاية الهاشمية وصمود المقدسيين، لضاعت المقدسات منذ سنوات، ونحاول كل جهدنا لتحمل مسؤولياتنا». خلال المباحثات، نقلت البيانات الرسمية تأكيد «أهمية العمل مع الإدارة الأميركية لتحريك عملية السلام وإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفعالة، استناداً إلى حل الدولتين». كما قال الملك الأردني إن «المطلوب تكثيف الجهود لتحقيق تقدم ملموس خلال الفترة القادمة»، مشيداً بما سماه التزام الرئيس الأميركي دونالد ترامب، «بالعمل على تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين».

هذه زيارة عبدالله الأولى
لرام الله منذ خمس سنوات

كذلك، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، إن «الأهمية تنبع من أن الزيارة هي للتأكيد على أهمية التنسيق مع الأشقاء الفلسطينيين والموقف الواحد بعد الأحداث التي تشهدها مدينة القدس المحتلة وضرورة تأكيد الأوضاع التاريخية والقانونية للأماكن المقدسة»، مشيراً إلى «جهود الأردن المستمرة من منطلق الرعاية والوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس».
أما وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، فصرّح بأن عباس بحث مع الملك عبدالله المحاولات الإسرائيلية لتغيير الوضع القائم في الأقصى. وأضاف المالكي: «نحن تحدثنا في ما يتعلق بالعملية السياسية وما يجب أن يتم... وفي حال أي عملية سياسية، يجب أن تخضع لبندين أساسيين لا بد منهما: في البند الأول، يجب أن يكون هناك إقرار بمبدأ حل الدولتين. وثانياً، لا بد من وقف النشاط الاستيطاني المستفز الذي تطوّر لكي يمنع إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية».
في سياق آخر، أعلنت «حركة المقاومة الإسلامية ــ حماس» أن وفداً قيادياً أجرى في العاصمة الإيرانية طهران، اجتماعين منفصلين، الأول بوزير الخارجية محمد جواد ظريف، والثاني مع مستشار المرشد الإيراني، علي أكبر ولايتي. وقالت الحركة، في بيان أمس، إنها «فتحت صفحة جديدة من علاقتها الثنائية مع إيران»، مشيرة إلى أن الجانبين أكدا «فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية نحو مواجهة عدو مشترك ونصرة فلسطين والأقصى والمقاومة». ونقل البيان عن الوزير الإيراني تأكيده أن دولته ستحافظ على «العلاقة التي تربطها بالفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حماس، وستواصل دعمها المقاومة الفلسطينية». أيضاً، شدد ظريف، خلال اللقاء، على أن الموقف الإيراني من القضية الفلسطينية «ثابت وغير قابل للتغيير».
في الاجتماع الثاني، التقى وفد «حماس» مع ولايتي، وأعرب الأخير عن «سعادته بزيارة قادة الحركة الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، مشيراً إلى أن طهران تقف إلى جانب «حماس»، باعتبار أنها كانت ولا تزال داعماً أساسياً للشعب الفلسطيني ومقاومته.
في المقابل، ثمّن عضو المكتب السياسي لـ«حماس» ورئيس وفدها إلى طهران، عزت الرشق، «الدعم الذي تقدّمه إيران إلى الشعب والمقاومة الفلسطينية». وقال خلال اللقاءين، إن «علاقة حماس بإيران تأتي في سياق الأهمية التي توليها الحركة للتواصل مع مكونات الأمة الإسلامية كافة خدمة للقضية الفلسطينية». وشدد الرشق على أهمية أن «تأخذ جميع الدول العربية والإسلامية دورها الأساسي في دعم المقاومة الفلسطينية، لأن ذلك يحقق المصلحة العليا لحاضر جميع هذه الدول ومستقبل المنطقة».
(الأخبار، الأناضول، أ ف ب)