القاهرة ــ الأخبار | كلّف وزير الخارجية سامح شكري السفارة المصرية في واشنطن بتسليم «رسالة استياء» رسمية لوزارة الخارجية الأميركية، بسبب التقرير الذي أصدرته الأخيرة حول تعديل إرشادات السفر من أجل السياحة لمصر.
وجرت اتصالات مكثفة بين الحكومة المصرية والإدارة الأميركية حول الموضوع، وفقاً لمصادر قللت من تأثير التقرير، إذ إن نسبة السياح القادمين مباشرةً من الولايات المتحدة محدودة، لكنها أكدت تأثيره في التعامل الإعلامي مع مصر باعتبارها من المقاصد السياحية للأوروبيين. وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد عدّلت في تقريرها السنوي نصائحها للسفر إلى مصر، في وقت طالبت فيه السفارة الأميركية في القاهرة رعاياها بـ«الابتعاد عن المنشآت الحيوية وعدم الخروج من القاهرة». وعلى الرغم من التعديلات، أشار التقرير إلى «تركيز الرئيس عبد الفتاح السيسي على جهود مكافحة الإرهاب في مصر» و«مواصلة الجيش المصري حملته في سيناء للقضاء على التهديدات الإرهابية ومنع إنشاء ملاذ آمن للإرهابيين».

يشارك السيسي اليوم في
افتتاح «أكبر قاعدة عسكرية
في الشرق الأوسط»


وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، أحمد أبو زيد، إن السفارة في واشنطن قامت بنقل الرسالة إلى الجانب الأميركي، موضحاً أن ما تضمنه بيان إرشادات السفر من ذكر أحداث إرهابية وقعت منذ سنوات من دون الإشارة إلى تاريخ حدوثها، «يعطي انطباعاً خاطئاً لمن يقرأ البيان بأنه يشير إلى هجمات إرهابية حديثة».
وأضاف أن التمييز بين جماعات إرهابية وما يُسمى «جماعات معارضة سياسية عنيفة»، هو تمييز غير مقبول، نظراً إلى أن «كل جماعة سياسية تستخدم العنف هي جماعة إرهابية، فضلاً عن كون البيان يشير إلى أن الهجمات الإرهابية يمكن أن تحدث في أي مكان في مصر، وهي إشارة تفتقد الدقة وتعطي انطباعاً سلبياً خاطئاً عن الوضع الأمني في مصر»، وفقاً للمتحدث.
وأبدى أبو زيد «اندهاشه» من أن الخارجية الأميركية تصدر بيانات تحذر من السفر إلى مصر، في الوقت الذي لا تتعامل فيه بالأسلوب نفسه مع دول أخرى تتعرض لهجمات واعتداءات إرهابية مماثلة، معلقاً بأنه «نتوقع المزيد من التضامن مع مصر فى مثل تلك الظروف». وأفادت المصادر بأن مصر تلقّت وعداً أميركياً «بالعمل على تصحيح هذا الأمر»، وسط تأكيدات ألا يؤثر هذا التقرير على العلاقات المصرية ــ الأميركية وعلى تواصل المسؤولين بين البلدين، لافتةً إلى أن «مصر تتفهّم طبيعة العمل المؤسّسي في الإدارة الأميركية».
وفي سياق متصل، تعرضت دوريات أمنية في مدينة الفيوم غربي القاهرة لإطلاق نار مكثف منتصف ليل أول من أمس، ما أدى إلى سقوط قتيل وإصابة ثلاثة آخرين، في وقت لم تتمكن فيه قوات الأمن من ملاحقة الجناة وضبطهم. لكن القوات أعلنت ملاحقة اثنين وصفتهما بأنهما «أخطر كوادر الجناح المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية، المسمى بحركة حسم»، ما أدى إلى مصرعهما، مؤكدةً أن المتهمين كانوا يستعدون لتنفيذ أعمال عدائية ضد قوات الشرطة والجيش.
ومن المقرر أن يشارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم، في افتتاح «أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط»، وتخريج طلبة الكليات العسكرية بحضور زعماء دول عربية، من بينها الإمارات والسعودية، وعدد من الشخصيات العامة.