مثلما كان متوقعاً، اختتم وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، يوم أمس، جولته الخليجية من دون الإعلان عن إحراز تقدمٍ في مساعي إنهاء الأزمة الخليجية المستمرة. فبعد زيارته مرتين للدوحة، وجولته على السعودية والكويت، غادر تيلرسون خالي الوفاض على ما يبدو، مرسّخاً الاعتقاد بعدم وجود نيّة حقيقية لدى واشنطن بإنهاء الخلاف بين حلفائها الخليجيين.
إلا أن صحيفة «التايمز» البريطانية نشرت أمس، ما قد يكون إحدى نتائج المباحثات الأميركية ــ الخليجية، وهو تقرير عن تراجع إماراتي ثم خليجي عن مطلب إقفال قناة «الجزيرة» القطرية، كأحد شروط إنهاء مقاطعة الدوحة.
و«بصمت» اختار تيلرسون مغادرة قطر التي استقبلته للمرة الثانية خلال يومين، إذ رفض الإجابة عن أسئلة الصحافيين بعد لقائه أمير قطر تميم بن حمد، أمس، ما عزز الترجيحات «التشاؤمية» بانتهاء اللقاءات الأميركية ــ الخليجية من دون نتائج تخفف من حدّة التوتر في أكبر خلاف بين الحلفاء تشهده المنطقة منذ سنوات.

أطلع تيلرسون المسؤولين القطريين على نتائج اجتماع جدة

وكان تيلرسون قد توصّل مع الجانب القطري قبل يومين، إلى مذكرة تفاهم لـ«مكافحة تمويل الإرهاب»، رفضه «رباعي المقاطعة» (الرياض، أبو ظبي، المنامة والقاهرة)، معتبرين أنها خطوة غير كافية وأن الدوحة لن تلتزم بأي تعهدات من دون ضوابط أميركية صارمة.
الجانب القطري، بدوره، لم يصرّح بمضمون اللقاءات مع الدبلوماسي الأميركي، إذ اكتفى شقيق تميم، الأمير محمد، بالتوجه إلى تيلرسون أثناء وداعه في مطار الدوحة بالقول: «نأمل أن نراك مرة أخرى في ظروف أفضل». وإلى جانب مباحثاته مع أمير قطر، التقى تيلرسون، أمس، وزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن، وذلك بحضور وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي، محمد عبدالله الصباح. كما أطلع تيلرسون المسؤولين القطريين على نتائج اجتماع جدة الذي جرى أول من أمس، ولم يرشح عنه بيانٌ رسمي.
وفي معلومةٍ تُعدّ الأولى من نوعها على مستوى الأزمة، قالت «التايمز» البريطانية إن الإمارات تراجعت عن مطلبها بإغلاق قناة «الجزيرة» الفضائية، وهو المطلب الذي شدّدت دول «المقاطعة» في وقتٍ سابق على أنه أساسي ضمن حزمة الالتزامات المطلوبة من الدوحة والتي كانت «غير قابلة للتفاوض» في السابق. وفي تقرير نشرته الصحيفة، أمس، ذكرت أن دول الخليج ستسقط طلبها بإغلاق «الجزيرة في سياق سعيها لتسوية للنزاع».
ويستند التقرير إلى تصريحات خاصة بالصحيفة من وزيرة الدولة لشؤون المجلس الوطني في الإمارات، نورة الكعبي، قالت فيها إن بلادها تطلب إجراء «تغييرات جوهرية وإعادة هيكلة» في القناة الإشكالية بدلاً من إغلاقها. كما ينقل التقرير عن مصدر سعودي، لم يعلن اسمه، قوله «من المتوقع أن توافق الرياض على هذا المطلب». وأشارت الكعبي أيضاً إلى إمكانية مواصلة العاملين فيها لوظائفهم وتواصل تمويل قطر للقناة، ولكن «ليس بالصيغة التي كانت تعطي فيها منبراً للمتطرفين».
(الأخبار)