بعد أيام قليلة على ردود الفعل الشعبية الأولى من أهالي بلدات الجولان المحتل على قرار وزير الداخلية الإسرائيلي أريه درعي بإجراء انتخابات للمجالس المحليّة في بلدات قرى مجدل شمس وعين قنيا وبقعاثا ومسعدة، صدر بيان رسمي عن أبناء الجولان، بعد اجتماع عقد أمس لمئات من أبناء البلدات الأربع في مقام أبي ذر الغفاري (اليعفوري) بين قريتي مجدل شمس ومسعدة، مؤكداً رفضهم المطلق للقرار الإسرائيلي.
وأوضح البيان أن الرفض يأتي «استناداً الى إرثنا الوطني الناصع، آخذين بعين الاعتبار سلمنا الأهلي وثوابتنا الوطنية، وتمسكاً منا بالهوية السورية للجولان أرضاً وشعباً، ووعياً منا لأبعاد هذا القرار الذي يرمي الى إضفاء الشرعية على مؤسسات غير شرعية أصلاً تمثل سلطة الاحتلال».
وأكد «رفض قرار وزير الداخلية الاسرائيلي والقاضي بإجراء انتخابات للسلطات المحلية في قرانا الأربع، وعدم القبول بالتعاطي مع هذا القرار مُطلقاً – شكلاً ومضموناً»، مضيفاً القول: «نرفض المشاركة في أيّ عملية انتخابية ستفرز في النهاية مَن يُمثل السلطة المحتلة ويأتمر بأمرها».
وقال البيان إن أبناء الجولان يعتبرون هذا القرار «محاولة لزرع الفتنة وتفتيت المجتمع وإشغاله بنزاعات داخلية ليسهل على سلطة الاحتلال تمرير مشاريعها التهويدية»، مشدداً على «أهمية التمسك بالوحدة الوطنية لكافة أبناء الجولان وعلى اختلاف آرائهم السياسية، وذلك من أجل مواجهة مخططات الاحتلال التي كثُرت في الآونة الأخيرة والرامية الى قنص هويتنا السورية، مستغلة الأوضاع المأساوية والمؤسفة التي يمر بها وطننا الغالي».
ولفت إلى أن المجتمعين أكدوا أن «وحدتنا الوطنية هي الضامن الوحيد للحفاظ على منجزات هذا المجتمع وهويته السورية»، معتبرين أن «كل من يقبل التعاطي مع هذا القرار سيكون خارجاً على إجماعنا الوطني ويمس بالثوابت الوطنية الموروثة، ويشكل طعناً لكرامة هذا المجتمع في الصميم، ويقع تحت طائلة الحرم الديني والاجتماعي».
وختم البيان الموقع باسم جماهير الجولان السوري المحتل، بأن المجتمعين اتخذوا القرار «مُتّكلين على الله ومستمدين العزم من إرثنا الوطني المشرّف وحمايةً لأبنائنا وأجيالنا الصاعدة... ونضرع لله العلي القدير أن يتعافى وطننا الغالي سوريا من أزمته، ليُشكّل لنا ومن جديد السند والدرع كما كان دائماً».
(الأخبار)