دمشق | استفاق سكان حيّ الميدان الدمشقي على صوت انفجار ضخم هزّ أرجاء الحيّ، أمس. أسلوب جديد في التفجيرات هذه المرة ابتكره «مجهولون»، حيث انفجرت عبوة ناسفة داخل قسم شرطة الميدان، حال دخول طفلة متشردة إليه.
مصادر من قيادة شرطة العاصمة أكدت أنّ الانفجار وقع عبر عبوة ناسفة حملتها طفلة دخلت إلى المخفر، فيما اقتصرت الأضرار البشرية على إصابة طفيفة لأحد العناصر، إضافة إلى مقتل الطفلة الضحية التي رفضت المصادر تسميتها بـ«الانتحارية». ولفتت المصادر إلى أنّ الطفلة التي دخلت إلى قسم الشرطة، لا يتجاوز عمرها 10 سنوات، وأنها بدت متسولة وضائعة، في ظلّ أحوال الطقس القاسية التي تشهدها العاصمة السورية. وبحسب توقعات المصادر، فإن تفجير العبوة الناسفة جرى عن بُعد، وسبّب أضراراً مادية تمثلت بهدم أجزاء من الجدران وإحداث فجوات في السقف.

ترفض المصادر الأمنية وصم الطفلة بـ«الانتحارية»
القوى الأمنية ضربت طوقاً حول قسم الشرطة، في انتظار انتهاء التحقيقات حول هوية الطفلة ومن استخدمها للقيام بمثل هذا العمل المستهجن. وفي حديث مع عدد من أهالي الحيّ، الواقع إلى الجنوب الشرقي من العاصمة، لفت بعضهم إلى أنّ الصوت الناجم عن انفجار العبوة أعاد الأذهان إلى تفجيرات سابقة ضربت الحيّ مع اندلاع الحرب السورية، ولا سيما أنّه وقع خلال يوم الجمعة الذي كثيراً ما اتسم سابقاً بأحداثه الدامية. ولفت أحدهم إلى غرابة الحدث عن الأجواء الهادئة المخيمة على الحيّ الذي يُعَدّ من أنشط أحياء العاصمة، مشتهراً بسوقه الشعبي المكتظ بأبناء دمشق من مختلف الأحياء.
الحدث الأمني الجديد في الحيّ الذي يُعَدّ من أعرق الأحياء الدمشقية خارج السور القديم، ويُعدّ خط تماس مع المناطق الواقعة تحت سيطرة المسلحين، بوصفه مجاوراً لمخيم اليرموك، يأتي بالتزامن مع انحسار الحرب في مدينة حلب، وسط توجه الأنظار إلى إتمام تسويتها المرتقبة. والتفجير هو الأول من نوعه الذي تُستخدَم فيه فتاة صغيرة لتنفيذ مآرب سياسية أو أمنية. كذلك، ضرب التفجير الحيّ الآمن، في ظل الحديث عن مصالحات جديدة قد تدخل حيز التنفيذ في أحياء مجاورة للميدان، تقع خارج سيطرة الجيش السوري، منها: حيّ القدم المشتعل، الواقع جنوب غرب حيّ الميدان. يشار إلى أنّ الميدان من أوائل الأحياء التي شهدت تظاهرات عام 2011، قبل أن يتوقف الحراك في الحيّ مع دخول البلاد أعنف مراحل التمرد المسلح عام 2012.