ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، يوم أمس، أن السفير الإسرائيلي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، شاما كوهين، توصّل إلى تفاهم مع سفير من دولة عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع تل أبيب، على أن يصوت ضد القرار الذي ناقشته لجنة التراث في منظمة «اليونسكو» حول طلب الفلسطينيين تسجيل الحرم الإبراهيمي ومدينة الخليل مواقعَ تراث عالمي فلسطينية تواجه الخطر تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وفي التفاصيل، اشترط السفير العربي ذلك بإجراء تصويت سري تماماً، لكنه تراجع عندما تبين له أن التصويت لن يكون وراء ستارة. بعد ذلك، وجّه السفير العربي رسالة إلى السفير كوهين كتب فيها: «يصعب القول إن التصويت كان سرياً. كان الأمر ساخناً هناك. لم يكن أمامي أي مفرّ»، فردّ عليه السفير الإسرائيلي: «أعرف يا صديقي. بالنسبة إليّ سأعتبر الأمر كأنك فعلت ذلك».
والنتيجة كانت أن صُدِّق على القرار بغالبية 12 دولة، مقابل معارضة 3 وامتناع 6 عن التصويت. وهذا القرار المتعلق بالخليل والحرم الإبراهيمي إشكالي بالنسبة إلى إسرائيل؛ فبالإضافة إلى الترسيخ في الوعي العالمي أن الموقع هو أثر فلسطيني، ستفرض قيودٌ على إسرائيل في كل ما يتعلق بأعمال «البناء والصيانة والتطوير»، وصولاً إلى تصنيف كل نشاط تنفذه إسرائيل في المكان، وحتى وضع حاجز للفحص، بمنزلة ذريعة لتقديم شكوى ضدها بتهمة المسّ بموقع ميراث عالمي.
وحاولت تل أبيب منع الهزيمة عبر محاولة فرض تصويت سري، كي يتمكن السفير العربي من التصويت لها. لكن بعدما لم يتحقق التصويت بسرية، لم يتمكن السفير العربي من تنفيذ وعده.
يشار إلى أن تركيبة لجنة التراث في «اليونسكو» تمثل «إشكالية» لإسرائيل، فهي تضم سبع دول إسلامية ودولاً أخرى تصوّت دائماً ضدها، كفيتنام وكوبا. وهناك سبب آخر عمل في غير مصلحة إسرائيل، هو رفضها السماح للجنة المهنية في «اليونسكو» – «إيكوموس» – بزيارة الخليل.
يأتي ذلك، بعدما نقلت «يديعوت» عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن الحل الأمثل لمنع هذا القرار أن يكون التصويت سريًاً، وأن «إحدى الدول العربية التي لا تقيم علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل وعدت بالتصويت لإسرائيل إن كان التصويت سرياً».
يشار إلى أن الدول التي تملك عضوية في اللجنة، هي: الإمارات، العراق، الجزائر وقطر. وليس من الصعوبة التكهن بهوية هذه الدولة، في ظل حقيقة أن أبو ظبي تسير في الركب السعودي المندفع نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وسبق أن شاركت في مناورات جوية مشتركة مع إسرائيل في أكثر من ساحة عالمية.
(الأخبار)