شنّ نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس، أمس، هجوماً عنيفاً على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، متّهماً القيادة السعودية بـ«محاولة ترتيب أمورٍ مع الحكومة تتعلّق باللوائح الانتخابية».
وفسّرت مصادر عراقية عدّة كلام المهندس بإعلان «حربٍ على العبادي»، نظراً إلى توقيت التصريح ومكانه، والذي يوحي بأنه «رسالةٌ إيرانية موجّهة إلى رئيس الوزراء»، بوصف المهندس «أبرز أذرع إيران في العراق».
وأضاف المهندس، في كلمةٍ له خلال اجتماع «الجمعية العامة لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية»، المنعقد في مدينة مشهد شمال شرق إيران، أن «الحشد كمؤسسة لن يدخل إلى الانتخابات... إلا أن أحزاباً سياسية مشتركة في الحشد موجودة فعلاً في العملية، وستشارك في الانتخابات المقبلة».
وأكّدت مصادر مقرّبة من المهندس، في حديثها إلى «الأخبار»، أن مواقف الرجل ــ تجاه العبادي ــ تعبّر عن «وجهة نظر شخصية»، مشيرةً إلى أن بعض التصريحات التي خرجت ملفّقة، خصوصاً «تهديدات المهندس لمن يريد حلّ الحشد، ورفضه سلطة الحكومة على الحشد».
بدورها، أصدرت «هيئة الحشد الشعبي»، أمس، توضيحاً بشأن «بعض الأنباء الملفّقة التي نقلتها وكالات ومواقع تحاول الإساءة إلى الحشد وقيادته، وتحريف الحقائق»، لافتةً إلى أن المهندس يؤكد دائماً على «عمق العلاقة بين الحكومة والهيئة التي هي جزء لا يتجزأ منها». وأضاف أن «بعض الجهات حاولت التشويش على تلك الحقيقة بتحريف تصريحات المهندس التي تحتفظ مديرية الاعلام بتسجيلاتها الكاملة والحرفية»، مشدّدةً على أن «المهندس يردّد دوماً تقديم الحشد وشكره للشعب، والمرجعية الدينية، والحكومة العراقية لدعمها المتواصل له».
واتسمت علاقة «الحشد» بالعبادي مؤخراً بـ«التوتر»، بتوصيف مصادر الأوّل، حينما هاجم الأخير قيادات «الحشد» التي «لم تحكم الحصار حول تلعفر، بل توجّهت إلى مكانٍ آخر»، فما كان من الأمين العام لـ«منظمة بدر» هادي العامري إلّا أن ردّ على العبادي بهجومٍ آخر، متّهماً إياه بـ«عرقلة استعادة مدينة تلعفر وعمليات الحدود (الواقعة غربي الموصل)».

ربط حزب جلال
طالباني إجراء «الاستفتاء» بتفعيل برلمان إقليم كردستان


وتذهب مصادر الأوّل إلى وصف العبادي بـ«الحسّاس» تجاه أي تصريحٍ يخرج ضدّه، فيما يرى مراقبون أن رئيس الحكومة بات حذراً من «أداء البعض تجاهه»، خاصةً أولئك المحسوبين على «الجناح الإيراني». في المقابل، وصفت مصادر مقرّبة من العبادي تصريحات المهندس بـ«غير المسؤولة والخطيرة»، نظراً إلى مضمونها «الاتهامي» في ما يخصّ «ترتيب أمورٍ مع الرياض».
وأشار المهندس في كلمته إلى أن القوات الأميركية «تسعى للانتشار، وبقوّة، على الحدود العراقية ــ السورية، بهدف تشكيل منطقة خاصّة بالنفوذ الأميركي»، مشدّداً على أن قواته «ستمنع ذلك». وأوضح أن «الأميركيين يريدون تأمين الطريق من عمّان إلى بغداد، حيث نشروا منظومة صواريخ أرض ــ أرض»، متّهماً الأميركي بـ«السعي إلى سرقة النصر من القوات العراقية على تنظيم داعش». ميدانياً، استعاد الجيش العراقي، أمس، منطقتي الخاتونية والطوالب في المدينة القديمة، في الموصل، وأعلن ذلك قائد «عمليات قادمون يا نينوى» عبد الأمير يارالله، فيما أعلن قائد «الشرطة الاتحادية» رائد شاكر جودت استعادة قواته للمرأب ذي الطوابق، وجامع الخزام، وساحة النقل الأيمن في المدينة القديمة.

استفتاء كردستان

إلى ذلك، تواصل القوى الكردية التعبير عن مواقفها إزاء إجراء «الاستفتاء» المرتقب في 25 أيلول المقبل. وأعربت رئيسة «كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني» في مجلس النواب، آلا طالباني، أمس، عن موافقتها على «إجراء الاستفتاء من أجل الاستقلال، شريطة تفعيل برلمان الإقليم، وبإجماع كل الأطراف السياسية الكردية». وأوضحت أن من الضروري أن يكون «الاستفتاء وسيلة لتوحيد البيت الكردي الداخلي»، بهدف التبيان لـ«الأطراف العربية والتركمانية أن الكرد يطالبون بصوت واحد بإجراء الاستفتاء، وحق تقرير المصير».
بدوره، قال عضو المكتب السياسي لـ«الحزب الشيوعي الكردستاني» إبراهيم صوفي، إن «ممثلي القنصليات الـ28 الموجودة في كردستان أبلغوا المشاركين في الاجتماع الذي عقدته الأحزاب الكردية معهم، الأسبوع الماضي، عدم ذكر موضوع الاستفتاء»، مشيراً إلى أن «الممثلين أبلغونا عدم الحديث عن إجراء الاستفتاء... وقالو لنا ليس هناك أيّ دولة تدعمكم، لا الأمم المتحدة، ولا أميركا، ولا الدول الكبرى». وأضاف أن «وسائل الإعلام نشرت مضمون ما دار في ذلك الاجتماع بشكل معكوس».
(الأخبار)




نتائج تحقيقات «انفجار الكرادة»

تداولت مواقع عراقية، أمس، نتائج التحقيق البرلماني الخاص بتفجير الكرادة (3 تموز 2016)، والذي أدى الى مقتل وإصابة حوالى 500 شخص، حيث كشفت عن «تقصير حكومي وأمني في أحد أبرز أحياء العاصمة». وخلص التقرير إلى عدد من النتائج والتوصيات، من بينها: «تلقّي الجهات المسؤولة رسائل تحذيرية عدّة، إلا أنها لم تعمّم إلا رسالة واحدة فقط»، إضافةً إلى أن «أعداداً كبيرة من الكوادر البشرية العاملة في مجال الاستخبارات غير حائزة شهادات تؤهلهم للعمل، عدا عن المناصب العليا التي لا تتمتع بالخبرة الكافية». وبحسب التحقيقات، فإن «العجلة المفخخة قطعت مسافة 80 كلم، ومرّت على نقاط تفتيش عدّة، وقد استخدم تنظيم داعش في التفجير نترات الأمونيوم، وبرادة الألمنيوم، وسي فور، ومادة كاربيد الكالسيوم المسؤولة عن الاختناق». وتسبّبت «خراطيم مياه الإطفاء المثقوبة في تسرّب مياه الإطفاء وتبخّرها بسرعة»، في وقتٍ لم تكن فيه سيارات الإسعاف كافية لنقل الجرحى والمصابين إلى المستشفيات.
(الأخبار)