في مقابل الركود الذي تشهده الساحة السياسية، فإن الزخم المتواصل في الميدان الموصلي جعل «إعلان الانتصار قاب قوسين أو أدنى»، فقد أكّد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي أن «الوقت بات قريباً جدّاً لإعلان النصر النهائي على عصابات داعش».
وفي خلال جولته التفقدية على عدد من المؤسسات الخيرية في مدينة الكاظمية، قال إن «الدواعش يحاولون إلحاق دمار كبير وارتكاب أبشع الجرائم بحق المدنيين في آخر بقعة محاصرين فيها بالموصل»، مشيراً إلى أن «العالم يشهد لقواتنا بالتعامل الإنساني المتميز». وأعلنت «خلية الإعلام الحربي»، التابعة لـ«قيادة العمليات المشتركة»، أمس، عن «تحرير 50% من مساحة المدينة القديمة»، مضيفةً في بيان أن «المناطق المتبقية في المدينة القديمة هي: الفاروق 2، وراس الكور، والميدان، وباب الجديد، وباب الطوب، والسرجخانة».

دعا البرزاني واشنطن إلى احترام ما يريده الأكراد منذ عقود

وبحسب البيان، فإن المساحة من الموصل القديمة، والمتبقية بيد «داعش» هي «850 متراً × 1700 متر»، وذلك بعد استعادة منطقتي حضرة السادة والأحمدية. بدورها، نقلت وكالة «الأناضول» عن ضبّاطٍ في «الشرطة الاتحادية» و«مكافحة الإرهاب» أن «قيادة الجهازين تلقّت خلال الساعات الماضية مئات النداءات من المدنيين المحاصرين في المدينة القديمة»، مضيفةً أن «القوات الأمنية حدّدت مئات المنازل التي يحتجز فيها عناصر داعش آلاف المدنيين في المدينة القديمة، لكن عملية التقدم لتحرير المحتجزين يشوبها الكثير من الصعوبات بسبب انتشار قناصي داعش».
وبعيداً عن الميدان الموصلي، فإن من المتوقع إطلاق عملية استعادة قضاء الحويجة، في الأسابيع المقبلة، بعد استعادة كامل مدينة الموصل. وأعلنت وزارة الدفاع، أمس، عن إلقاء آلاف المنشورات على قضاء الحويجة، جنوبي غربي كركوك، حذّرت فيها المواطنين من الاقتراب من مقارّ «داعش».
سياسياً، يواصل رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني الترويج لمشروع الاستفتاء المرتقب، وذلك في مقاله في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية. وجدّد تأكيده أن «استقلال كردستان سيجعلها جارة عظيمة لدول الجوار، ولا سيما العراق»، داعياً في الوقت نفسه «واشنطن والأسرة الدولية إلى احترام ما يريده الأكراد منذ عقود». وتأتي تأكيدات البرزاني عقب إعلان أربيل عن إجراء استفتاء شعبي على استقلال «كردستان» في 25 أيلول المقبل، بوصفه الخطوة الأولى في سياق تشكيل «دولة مستقلة طال انتظارها». واعتبر أن «الاستفتاء سيبت في نزاع تاريخي مع الدولة العراقية التي كانت تنظر إلى الأكراد على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية»، مشيراً إلى أن «هذا الاستفتاء لن يهدد أحداً». وأضاف أن «الأكراد سيجرون مفاوضات مستفيضة مع بغداد والجوار والأسرة الدولية»، لافتاً إلى أن «الأكراد سيفعلون ما بوسعهم للتأكيد على أن كردستان ديموقراطية ومستقرة، هي أفضل شريك ممكن».
(الأخبار)