الحسكة | نجح الجيش السوري في إيقاف تمدّد «داعش» في مدينة الحسكة، بعد استقدام تعزيزات كبيرة من دير الزور والقامشلي، بما فيهم مقاتلون من عشيرة الشعيطات والحرس الجمهوري، وبدأ باستعادة النقاط التي سيطر عليها المسلحون في أحياء المدينة الجنوبية.
الجيش نجح أمس في استعادة المبادرة في حي النشوة الشرقية وتمكّن من استعادة معظم أجزاء الحي وصولاً إلى مشارف دوار الكهرباء، مع تمشيط معظم حي الليلية والتمركز في المدينة الرياضية، لإيجاد طوق حماية في محيط السجن المركزي وكتيبة حفظ الأمن والنظام وفرع الهجرة والجوازات التي صمدت قوى الأمن الداخلي فيها، على عكس ما نشره «داعش» من أنه نجح في السيطرة على السجن المركزي وأطلق سراح سجناء.

الجيش زوّد «الوحدات» عدداً من الدبابات والمدافع والذخيرة لتغطية قواتهم برياً
كذلك نفذ الجيش حملة تمشيط واسعة في حي غويران محكماً السيطرة على الجزء الغربي ومعظم أجزاء الجزء الشرقي، رغم محاولات التنظيم إعاقة تقدّم القوات، من خلال تفجير ثلاث سيارات مفخخة أدّت إلى ارتقاء شهيدين وإصابة آخرين. مصدر عسكري أكد لـ«الأخبار» أن «الجيش نجح في استيعاب هجمات داعش، مستعيداً نقاطاً عدة في المدينة، ويعمل على تأمين المدينة بشكل كامل قريباً».
إلى ذلك، دخلت «الوحدات» الكردية المعركة، بعد عدة اجتماعات مع القيادات الأمنية والعسكرية في المدينة. «الوحدات» تقدمّت من محور الصالحية في المدينة، فيما تقدم الجيش من محور الطلائع، وتقدموا باتجاه حي الغزل الذي تم إحكام السيطرة عليه، وعلى حاجز المدخل الشرقي للمدينة، ومعمل الغزل، إضافة إلى تمشيط «الوحدات» لكامل حي العزيزية، بعد تسلل مجموعة من مسلحي التنظيم إليه، بالتزامن مع وصول تعزيزات لهم باتجاه المدينة. مصادر مطلعة أكدت لـ«الأخبار» أن «الجيش قام بتزويد الوحدات بعدد من الدبابات والمدافع والذخيرة، لتغطية قواتهم برياً، مع الاتفاق على أن سقوط مدينة الحسكة خط أحمر». سلاح الجو نفذ طلعات عدة استهدف فيها تجمعات المسلحين في النشوة الغربية والفيلات وأطراف غويران، مع استهداف خطوط الإمداد في الجهتين الشرقية والغربية وفوج الميلبية أوقعت خسائر كبيرة في صفوف عناصر التنظيم، في وقت استهدف فيه التنظيم مقر فرع محروقات الحسكة بقذيفة هاون أدت إلى احتراق خزان مازوت بشكل كامل. إلى ذلك، شهدت أحياء المدينة الشمالية والغربية حياة طبيعية مع فتح المحال التجارية، بالتزامن مع عودة عدد من العوائل التي نزحت باتجاه مدينة القامشلي. البطرك مارا أفرام الثاني كريم، بطرك السريان الأرثوذوكس في العالم، زار مدينة القامشلي، وطالب النازحين بالعودة إلى مدينتهم وحمل السلاح إلى جانب الجيش اقتداءً بأهل معلولا، مؤكداً أن الجيش والقوى الوطنية بالتعاون مع الأهالي قادرون على حماية الحسكة بشكل كامل.