للمرة الأولى منذ بدء الحرب السورية عام 2011، عادت «حركة المقاومة الإسلامية ــ حماس»، إلى إحياء «يوم القدس العالمي» (آخر يوم جمعة من شهر رمضان) بشكل رسمي. ففي السنوات الست الماضية، اكتفت بإلقاء كلمة في المناسبة، من دون تنظيم فعالية باسمها، كما كانت تفعل سابقاً.
ومع مجيء إسماعيل هنية على رأس المكتب السياسي للحركة، وإقرار مكتبها السياسي الجديد ضرورة إعادة العلاقات مع إيران إلى ما كانت عليه، إضافة إلى توجه دول الخليج العربي للتطبيع مع العدو الإسرائيلي، قررت حماس هذا العام تنظيم فعالية لإحياء «يوم القدس» بحضور هنية، والدعوة للمشاركة في المسيرة المركزية التي ستتوجه اليوم إلى الحدود مع أراضي 1948.
وكان الناطق باسم «كتائب عز الدين القسام» أبو عبيدة، أول من دعا عبر تغريدات له «نخب وجماهير الأمة إلى التفاعل مع هذه الذكرى». وقال أبو عبيدة أمس، «إن القضية التي يمكن أن تكون محور وحدة الأمة ومركز قوتها للنهوض من كبواتها هي قضية فلسطين والقدس، وهنا تكمن أهمية يوم القدس العالمي». وأضاف «آن الأوان لأن تتوقف الأمة عن معاركها الجانبية وتنطلق إلى مهمتها في استئصال السرطان الذي ينخر أوصالها، وهو الاحتلال الصهيوني».
وشهدت مدينة غزة، أمس، حفل إفطار نظمه «المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية»، للصحافيين في القطاع إحياء للمناسبة. وحذر الأمين العام للمؤتمر حسين أمير عبد اللهيان في كلمة عبر الأقمار الصناعية، «الأمة العربية والإسلامية من التطبيع مع الكيان الإسرائيلي»، معتبراً «التطبيع خيانة عظمى للقضية الفلسطينية وخطوة لتثبيت الكيان الصهيوني الزائف في الأراضي الفلسطينية المحتلة»، لافتاً إلى أن «شعوب الأمة المسلمة ستوجه صفعة لهذه القيادات العربية والإسلامية». وطالب «الدول العربية والإسلامية غير الداعمة للشعب الفلسطيني بعدم توجيه خناجرها للشعب والقضية الفلسطينية من خلال التطبيع مع الكيان الإسرائيلي».
وأكد أن «التجارب التاريخية بيّنت أن التسويات العربية الهزيلة والمفاوضات مع الإسرائيليين لن تاتي بأي إنجازٍ للشعب الفلسطيني». وشدد على أن «القدس وفلسطين ملك لكل المسلمين، وأن مساعي تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل هي خيانة للمثل الإنسانية والإسلامية العليا». من جهته، اعتبر القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان، أن «الإمام الخميني عيّن آخر يوم جمعة من شهر رمضان ليكون تحت عنوان يوم القدس العالمي لتذكير الأجيال الفلسطينية والعربية والإسلامية بالقدس المحتلة، التي قد يغفل البعض عن القدس وفلسطين وقد ينشغل البعض عن القضية المركزية للأمة بسبب الهموم والمشاكل السياسية». وطالب «السلطة الفلسطينية بإنهاء الانقسام ووقف التنسيق الأمني ووقف التعامل والتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي».
في السياق نفسه، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش إن «كل محاولات التطبيع مع العدو الإسرائيلي وتهويد القدس ستفشل».
وألقى الزميل رمزي المغاري كلمة الصحافيين التي دعا فيها إلى الإضاءة على «معاناة شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة جراء الحصار الظالم، وتعزيز سبل الدعم والإسناد لأهلنا في القدس المحتلة، والعمل على إبقاء الانتفاضة والمقاومة مشتعلة في فلسطين ودعم ثقافة المقاومة بكل السبل عملاً وقولاً وممارسة».
(الأخبار)