فارقٌ كبيرٌ يُلاحظ في الخريطة العراقية، بين عامي 2014 و2017، وتحديداً بين رمضاني السنتين. التمدّد والصعود هو القاسم المشترك هنا، بين تنظيم «داعش» و«الحشد الشعبي». في حزيران 2014، سقطت مدينة الموصل، عاصمة الشمال العراقي، بيد «داعش». تمدّد التنظيم بشكلٍ دراماتيكي، سريع وخاطف. كاد المسلحون أن يصلوا إلى بغداد، إلا أن حزام العاصمة حال دون سقوطها.
ومن الموصل، أعلن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، في خطبته الشهيرة، قيام «دولة الخلافة»، متمسّكاً بشعارها «باقية وتتمدّد». وفي حزيران 2014، أيضاً، وبعد أيام على السقوط، دعت المرجعية الدينية العليا في النجف إلى «الدفاع عن المقدّسات والحرمات». لبّى العراقيون نداءها، وانتظموا ــ بأمر ديواني لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي ــ تحت مسمّى «هيئة الحشد الشعبي». عامان من الصراع بين الطرفين. حروبٌ وقتال، ودمٌ ونار. تمسّك «الحشد» بنجم «صعوده»، وأخذ «يتمدّد» على حساب عدوّه، محقّقاً مع القوات العراقية الأخرى نصراً تلو النصر. اليوم، وبعد ثلاث سنوات، تنتظر الموصل لحظة تحرّرها من قبضة «داعش»، وفيما يواصل «الحشد» تمدّده في البلاد، وصولاً إلى الحدود السورية، ليصبح قوّةً وازنة تدخل المعادلات الإقليمية، فإن «داعش» مستمرٌّ في انحساره، بعد خسارته لأكثر من 80% من مساحات سيطرته في العراق. «الأخبار»، وفي ملفها «العراق بين رمضانين» الذي ينشر على حلقاتٍ عدّة، بدءاً من اليوم، تناقش بعضاً من جوانب التجربة «الداعشية»، وأسباب صعود «الحشد» ونجاحه، إضافةً إلى جولةٍ ميدانية في «عاصمة الخلافة»، ومحاولة استقراءٍ لمرحلة «ما بعد داعش» (الأخبار)