ارتفع إجمالي عدد المعاهد ومؤسسات التعليم المهني والتقني التي استهدفها طيران «التحالف» بصورة مباشرة منذ بدء العدوان في شهر آذار الماضي حتى شهر كانون أول الماضي إلى 42 معهداً مهنياً وتقنياً وكلية في معظم المحافظات اليمنية. وأوضح التقرير النهائي الصادر عن لجنة حصر أضرار العدوان على مؤسسات التعليم المهني والتقني التابع لوزارة التدريب المهني والتقني، أن اليمن خسر ما يقارب من 600 مليون دولار جراء الاستهداف المباشر للمؤسسات التعليمية التابعة للوزارة العاملة والجاهزة، التي لا تزال قيد الإنشاء في مختلف المحافظات دون أي مبرر.
واتهم التقرير دول «التحالف» أنها بضرب المنشآت التعليمية إنما «تستهدف مستقبل كافة أبناء اليمن وحرمانهم من التعليم والتدريب المهني لسنوات ورفع معدلات البطالة في أوساط الشباب وزيادة نسبة الفقر في المجتمع وتأخير عجلة التنمية في البلاد لسنين طويلة».
وأشار التقرير إلى إن «فاتورة إعادة أعمار تلك المعاهد باهظة الثمن لارتفاع التكلفة الإنشائية والتجهيزات للمؤسسة الواحدة التي تراوح ما بين 10 ملايين و15 مليون دولار فيما بعضها تجاوزت عملية الإنشاء والتجهيز أكثر من 23 مليون دولار كالمعهد التقني العالي المتعدد أغراض البولتكنيك».
وتوزعت المعاهد التي استهدفها طيران العدو على خمس عشرة محافظة من أصل 22 محافظة، وتسببت تلك الغارات بحرمان الآلاف من الملتحقين بمعاهد التعليم المهني والتقني الذين يمثلون 1.7 % من الملتحقين بالتعليم الثانوي وطلاب التعليم التقني 4.2 % من الملتحقين بالتعليم الجامعي.
واستهدف طيران العدوان خمسة معاهد في محافظة صنعاء، وخمسة معاهد في أمانة العاصمة، وفي يريم جرى استهداف كلية مجتمع وفي البيضاء أربع منشآت وفي صعده أربع منشآت ومكتب التعليم الفني. وفي تعز جرى تدمير خمسة معاهد في مناطق متفرقة وفي محافظة ذمار كلية مجتمع ومعهدين. وفي محافظة الحديدة، استهدف العدوان كلية المجتمع، وأربعة معاهد مهنية في مديريات مختلفة. وفي محافظة المحويت، استهدف المعهد التقني الزراعي بالرجم ومكتب التعليم الفني في محافظة عمران.
وبيّن التقرير أن خمسة معاهد في محافظة مأرب استهدفت، وفي لحج استهدف «التحالف» خمسة معاهد إضافة إلى استهداف المعهد التقني في عتق في محافظة شبوة. وفي الضالع، تعرض المعهد التقني التجاري وكلية المجتمع في المحافظة للاستهداف المباشر، كما تعرضت كلية عبس في محافظة حجة لأضرار بالغة نتيجة قصفها بصورة مباشرة.
يذكر أنه على مدى السنوات الماضية عملت السعودية على إعاقة إنشاء 100 معهد مهني في مختلف المحافظات بصورة غير مباشرة من خلال إيقاف تمويل تلك المشاريع التي جاءت كمنح مالية من «الصندوق السعودي للتنمية» بقيمة 100 مليون دولار بموجب اتفاقيات ثنائية وقعت بين اليمن والسعودية عام 2001 بعد عام من اتفاق جدة بين البلدين. وكان الهدف من تلك المعاهد التقنية والمهنية إقامة دورات مكثفة للشباب اليمني وتأهيلهم بمهارات مهنية تتواءم مع متطلبات سوق العمل السعودي والخليجي، إلا أن تلك المشاريع تعثرت بسبب إحجام الرياض عن تمويل المشاريع المتفق عليها.
يشار إلى ان استهداف مؤسسات التعليم المهني يأتي في إطار العدوان الممنهح لتدمير كل ما له علاقة بالتعليم. فخلال الفترة نفسها استهدف طيران العدوان 506 مدارس تعليم عام، وبلغت خسائر مؤسسات التعليم في العاصمة صنعاء وحدها 100 مليار ريال يمني، كما تضررت 36 جامعة حكومية في مختلف المحافظات.