بعد إطلاق «فصائل البادية» التي تديرها واشنطن، قبل أيام، معركة ضد قوات الجيش السوري وحلفائه تحت اسم «بركان البادية»، وبقائها من دون أي فاعلية على الأرض، عادت لتعلن في ساعات أمس الأولى معركة جديدة على المحور نفسه.
وبينما بقيت «بركان البادية» حبيسة البيان الذي أصدرته تلك الفصائل، افتُتحت معركة «الأرض لنا» أمس، بهجوم على نقاط الجيش وحلفائه في محيط مثلث ظاظا على طريق التنف، عبر قصف بصواريخ «غراد». وقبل أن تحقق تلك الفصائل أي تقدم، استهدفت غارات جوية تلك القوات وأجبرتها على وقف الهجوم.
المعركة التي أحبطت من دون أي تغييرات على الأرض، أطلقها فصيلا «جيش أسود الشرقية» و«قوات أحمد العبدو»، وهما فصيلان يعملان خارج إطار «التحالف الدولي» من الناحية التنظيمية، وتعود تبعيتهما إلى غرفة «الموك» التي تديرها وكالة الاستخبارات المركزية. ومن جانبها، أوضحت تلك الفصائل لوكالة «رويترز» أن «ست مقاتلات روسيّة» قصفت مواقعها أثناء تحركها صوب حاجز ظاظا قرب منطقة السبع بيار. وقال المتحدث باسم «جيش أسود الشرقية» سعد الحاج، إن «سرب مقاتلات روسية قصف الثوار لمنعنا من التقدم، بعد أن كسرنا خطوط الدفاع الأولى للميليشيات الإيرانية وسيطرنا على مواقع متقدمة بالقرب من حاجز ظاظا»، نافياً مقتل أي من عناصر الفصائل المسلحة.
وبرغم الهجوم على نقاط الجيش في البادية، تابع الأخير عملياته على عدد من المحاور القريبة. وشهدت جبهة تدمر الشرقية اشتباكات في محيط بئر العباسية وغرب محطة «T3»، خلال محاولة الجيش التقدم شرقاً باتجاه المحطة. وجاء تقدم الجيش على هذا المحور بالتوازي مع قصف روسي بصواريخ «كاليبر» من البحر المتوسط، استهدف موقعين لتنظيم «داعش» ضمن أكبر مبنيين داخل المحطة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها «شنّت أربع ضربات ضد أهداف كانت ملاجئ، توجد فيها تجهيزات عسكرية ثقيلة، إلى جانب تجمّع لمقاتلين أعيد نشرهم من الرقة». وأوضحت أنه «تم إبلاغ الجيوش الأميركية والتركية والإسرائيلية مسبقاً بتوقيت هذه الضربات» التي نفذتها الفرقاطة «أميرال ايسن» والغواصة «كراسنودار».
وفي موازاة ذلك، لم يقتصر تحرك الجيش على منطقة البادية، فقد أطلق هجوماً ضد تنظيم «داعش» على محور الريف الشرقي لمدينة السلمية في ريف حماه الشرقي، تمكن خلال ساعاته الأولى من السيطرة على بلدة البرغوتية. ويهدف التحرك إلى توسيع نطاق الأمان على قرى السلمية الشرقية، التي تعرضت قبل مدة قصيرة لهجوم من قبل التنظيم ذهب ضحيته عشرات المدنيين. ومن المتوقع أن يحاول الجيش خلال العملية محاصرة «داعش» ضمن جيب بين منطقة جب الجراح وحقل الشاعر في ريف حمص الشرقي. كذلك استكمل الجيش تحركه في الريف الغربي الجنوبي لبلدة مسكنة، مسيطراً على قرية «مدينة الفار» الأثرية، غرب الطريق نحو مدينة الرقة.
وفي سياق متصل، تابعت «قوات سوريا الديموقراطية» معاركها في محيط مدينة الطبقة، وأعلنت أمس أنها سيطرت على بلدة الحمّام وعلى سد الحرية المجاور للبلدة، الذي يُعَدّ آخر سد بعد سد الطبقة، باتجاه مدينة الرقة. وبالتوازي تابعت «قسد» تقدمها نحو مدخل مدينة الرقة الشرقي، بعد سيطرتها أول من أمس على قرية رقّة السمراء، بالتوازي مع قصف كثيف لطائرات «التحالف الدولي» على المدينة.
وعلى صعيد آخر، شهدت جبهة غوطة دمشق الشرقية اشتباكات متقطعة بين الجيش السوري و«جيش الإسلام» على أطراف بلدتي حزرما وحوش الضواهرة، في الوقت الذي تتواصل فيه اشتباكات «جيش الإسلام» مع «هيئة تحرير الشام» في منطقة مزارع الأشعري، جنوبي مناطق سيطرة الفصائل المسلحة في الغوطة. وبالتوازي، شهدت مدينة درعا وصول تعزيزات عسكرية جديدة من قوات الجيش السوري التي كانت تعمل على جبهات أحياء القابون وبرزة.
(الأخبار)