جلسة جديدة لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن لم تسفر إلا تأكيداً للمؤكد، أي ضرورة إنهاء الحرب بالطرق السلمية، بجانب تحذير أممي متزامن غُلِّف بعنوان «القلق بشدة» من انتشار وباء الكوليرا في البلاد.
خلال الجلسة أمس، حثَّ المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أطراف الصراع على «الانخراط الفوري» في المفاوضات بغية «تجنب مزيد من إراقة الدماء، ووقف الانزلاق نحو المجاعة، وإعادة الالتزام بالتوصل إلى نهاية سلمية للصراع».
وقال ولد الشيخ إنه «مع بداية شهر رمضان ينبغي لنا أن نتذكر أن سبعة ملايين يمني على حافة المجاعة، وأن ربع سكان اليمن لا يستطيعون الحصول على احتياجاتهم الغذائية». وأضاف: «نصف السكان لا تصل إليهم المياه النقية الصالحة للشرب، ولا الصرف الصحي ولا أدوات النظافة، كما أدى انتشار وباء الكوليرا أخيراً إلى وفاة أكثر من 500 شخص وإصابة 60 ألفاً آخرين في 19 محافظة».
وبشأن نية تحالف العدوان مهاجمة ميناء الحديدة، غربي اليمن، الذي يعتمد عليه اليمنيون في إدخال المساعدات والغذاء، حذر المبعوث الأممي من مغبة الهجوم عليه، مضيفاً: «انتشار الأعمال العسكرية ووصولها إلى الحُديدة، سيُخلف آثاراً مدمرة في البنية التحتية وأرواح المدنيين». وتابع: «لقد اقترحت اتفاقاً نتجنب به الصدامات العسكرية في الحُديدة، وهذا الاتفاق ينبغي التفاوض بالتوازي معه على ضمان استئناف دفع رواتب الموظفين على مستوى الدولة».
وكان ولد الشيخ قد غادر صنعاء في الرابع والعشرين من أيار الجاري دون تحقيق تقدم في المفاوضات، علماً بأن الأمم المتحدة قادت ثلاث جولات من المشاورات بين أطراف الصراع منذ بدء الحرب في 26 آذار 2005.
في هذا السياق، أعرب مجلس الأمن الدولي أمس عن «القلق الشديد إزاء تداعيات الأوضاع الإنسانية المدمرة على السكان في اليمن، وكذلك إزاء انتشار وباء الكوليرا في البلاد». ودعا المجلس أطراف الصراع إلى «الوقف الفوري للقتال والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والوقود إلى جميع اليمنيين في أرجاء البلاد».
ويوم أمس، حذّر مسؤول «الشؤون الإنسانية» في الأمم المتحدة، ستيفن أوبراين، من أن اليمن يتجه نحو «الانهيار الكامل، ويواجه سكانه الحرب والمجاعة وانتشار وباء الكوليرا القاتل فيما يقف العالم متفرجاً». وقال أوبراين أمام مجلس الأمن، إنه «حان الوقت الآن» لإنهاء أكبر حالة طوارئ غذائية في العالم وإعادة اليمن إلى طريق البقاء.

قدم ولد الشيخ تقريره إلى المجلس محذراً من الهجوم على الحديدة


في غضون ذلك، عادت سلطنة عُمان إلى الدخول على خط الجهود الرامية إلى الدفع باستئناف مشاورات التهدئة، فيما نقلت وكالات أنباء عن مصدر في حكومة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، أن عُمان تقود مساعي جديدة لرأب الصدع، وأنها رتبت لعقد لقاءات بين طرفي الصراع. وأضاف المصدر أنه «تم استدعاء وزير الخارجية (في حكومة هادي) عبد الملك المخلافي»، في مقابل حضور ممثلين عن وفد حركة «أنصار الله» وحزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
ورغم أن وزير الشؤون الخارجية العُمانية، يوسف بن علوي، أكد في ختام مباحثات أول من أمس، حرص السلطنة على «بذل جهود من خلال الأمم المتحدة لإعادة الاستقرار في اليمن»، فإنه لم يكشف عن تفاصيل أكثر عن كيفية إتمام ذلك، مشدداً في الوقت نفسه على موقف السلطنة «الداعم للشرعية، فهي ضمان استمرارية الدولة».
ميدانياً، أسقطت الدفاعات الجوية التابعة لـ«أنصار الله»، أمس، طائرة استطلاع تابعة لـ«التحالف» الذي تقوده السعودية، شمال صحراء ميدي في محافظة حجة. ونقلت وكالة «سبأ» الرسمية عن مصدر عسكري، قوله إن «دفاعات الجيش واللجان الشعبية تمكّنت من إسقاط طائرة استطلاع تابعة للعدوان في ميدي». يأتي ذلك بعدما كانت الحركة قد أعلنت، في الرابع عشر من أيار الجاري، إسقاط طائرة استطلاع أخرى في ميدي أيضاً.
(الأخبار، الأناضول)