صعدة | تدرك وأنت تدخل إلى الجبهات الحدودية الملتهبة شمالي اليمن أن ردّ اليمنيين لا يزال في حدوده الدنيا، وأن الجيش ومعه «اللجان الشعبية» يخوضون معركة النفس الطويل ضد الجيش السعودي، محتفظين بالمفاجآت بما يُرجّح الكفة لمصلحتهم ويحتفظ لهم بانتصارات الداخل ضد «القاعدة» والتكفيريين الذين أعلنوا مؤخراً خوضهم المعارك في صف مقاتلي الرئيس الهارب، عبد ربه منصور هادي، في أكثر من إحدى عشرة جبهة.
في كواليس الجبهات القتالية عند أقصى الحدود حيث تخبّأ المفاجآت أو تأتي كما يصفها القادة هناك ــ ومنها القدرات الصاروخية ــ يكون الحديث قليلاً والتحرّز شديداً كما هي طبيعة الظروف العسكرية التي تمنع الاقتراب منها أكثر أو الخوض في تفاصيلها، لكنها تشي بإرادة تجيد إدارة المعركة والتحكم في مساراتها، وتعلم تماماً طبيعة الحرب ومآلتها.
صاروخ «النجم الثاقب» الذي كشفت عنه قوّة الردع الصاروخية لـ»اللجان الشعبية» والجيش اليمني قبل فترة مثّل ردّاً على العدوان الذي ادّعى تدمير نسبة 95 في المئة من القدرة الصاروخية للجيش اليمني، كما يقول «أبو هاشم». ويضيف المتحدث «حرصنا منذ بداية العدوان على إيهام العدو السعودي بتحقيق انتصارات والبناء عليها، وحتى حين قررت القيادة الرد بعد اليوم الأربعين من العدوان، كان (الرد) بما يتناسب تماماً والظروف والاعتبارات السياسية والعسكرية في حينه». ويكمل شارحاً أنه «بعد ذلك بأيام أُدخل صاروخ زلزال حيّز الرد، وقد كان لهذا السلاح أثر قوي وفعّال لمسناه في المواجهة بالرغم من مداه القصير لكن قدرته التدميرية الهائلة سهّلت كثيراً مهمات المجاميع المُقتحمة للمواقع العسكرية ذات التحصينات الكبيرة والتي غالباً ما يتمترس خلفها حرس الحدود السعودي».
وتأخذ الحرب منحى جديداً بعد اتساع رقعتها لتشمل أغلب المواقع العسكرية السعودية المنتشرة عند الشريط الحدودي والتي تتساقط تباعاً في أيدي اليمنيين في كل من ظهران الجنوب ونجران وجيزان وعسير، فيما تواصل القوّة الصاروخية دك عشرات المواقع في العمق السعودي بأنواع الصواريخ والقذائف المدفعية. ولعلّ تمكّن الجيش اليمني من إطلاق صاروخ «سكود» على القاعدة الجوية في خميس مشيط أظهر بوضوح إخفاق الضربات الجوية على مخازن الجيش اليمني بعد أكثر من عشرة أسابيع من بدئها. وفي الوقت نفسه، فإنّ ذلك أثبت الحضور القوي والفاعل للجيش اليمني في معركة الدفاع عن اليمن، وهو ما يؤكده قادة وضباط الجيش اليمني الموجودون في ميدان المعركة والذين تحفظوا على ذكر هوياتهم.
ويؤكد هؤلاء أن هناك المزيد من المفاجآت النوعية والردود المتنوعة في حال اختارت المملكة الاستمرار في عدوانها على اليمن. ويقول العميد س. الحميري: «لقد كشف النظام السعودي عن وحشيته ودمويته أمام العالم، وفاجأ حتى اليمنيين أنفسهم ــ ممن كانوا مخدوعين ــ ونحن اليوم نخوض المعركة المفروضة علينا إلى جانب كل الشرفاء والغيورين من القبائل اليمنية واللجان الشعبية، وهذه وحدة وطنية ومكسب منحنا إياه العدوان السعودي».
لا يَبدو القادة العسكريون في ساحات المواجهة على الحدود في وارد الانجرار إلى الرد المستعجل «غير المدروس» والذي يدفع نحوه العدوان بتكرار جرائمه ومجازره بحق اليمنيين. الرد اليمني كما يؤكد قادة الجيش اليمني و»اللجان الشعبية» الذين التقتهم «الأخبار» لا يتجاوز المواقع العسكرية التي تنطلق منها الاعتداءات، أو استعادة الأراضي والمواقع اليمنية المغتصبة لدى الجيش السعودي، كما هي الحال في جبل المخروق الذي تمكّن اليمنيون من استعادته قبل شهر، فيما فشلت كل المحاولات السعودية في إعادة قواتها الهاربة إليه، وذلك بالرغم من استعانتها بأنواع الأسلحة والمعدات الحربية، بما في ذلك سلاح الجو، ولا تزال المحاولات مستمرة.