مع اقتراب إضراب الأسرى الفلسطينيين من دخول الأسبوع الرابع، يبدو أن إسرائيل بدأت تستعد للأسوأ، وذلك من خلال إصدار تعليمات للمستشفيات بالاستعداد لاستقبال أعداد كبيرة من الأسرى وتغذيتهم «بشكل قسري». وكشفت تقارير إعلامية عبرية أمس، أن مديري المستشفيات الإسرائيلية تلقوا رسالة من وزارة الصحة تدعوهم الى الاستعداد لمواجهة تدهور الحالة الصحية للأسرى المضربين.
ووفق الرسالة التي نشر موقع «والا» فحواها، فقد طُلِب من الجهاز الطبي في المستشفيات أن «يتدخل في الوضع الصحي للأسرى وفقاً لمراحل، بحيث تتمثل المرحلة الأولى بإقناع المضربين بضرورة الحصول على علاج غذائي لمعالجة تدهور صحتهم، وفي حال الرفض يجري الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تتضمن إخضاعهم لتغذية قسرية بإشراف لجنة الأخلاقيات الطبية».
وفي ضوء الخشية من الاعتراضات التي يمكن أن يبديها أطباء أزاء هذا الأمر، أوضحت الرسالة التي جرى تعميمها أن «توصية هذه اللجنة بالتغذية القسرية ليست ملزمة بالنسبة إلى الأطباء الذين يباشرون معالجة الأسرى المضربين والذين يبقى لهم القرار النهائي بتنفيذ التوصية أو لا». وكانت نقابة الأطباء الإسرائيلية قد أعلنت في الماضي رفضها لتعديل قانوني أقره الكنيست «سمح بالتغذية القسرية للأسرى المضربين عن الطعام بإذن من القضاء».

انضم عدد من
الأسرى، بينهم الأمين العام لـ«الشعبية»، سعدات، إلى الإضراب


وأوردت وزارة الصحة في تعميمها على المستشفيات أن الإضراب الحالي «يختلف عن الإضرابات السابقة» لجهة حجم المشاركين فيه وهويتهم: «المضربون هم أسرى أدينوا بجرائم أمنية، وليسوا موقوفين إداريين، كما كانت حال معظم المضربين في السابق... كما أن من المتوقع أن يكون هناك عدد كبير جداً من المضربين الذين يمكن أن يصلوا إلى المؤسسات الطبية بصورة متزامنة، سواء داخل السجون أو إلى المستشفيات العامة».
وفي السياق، حذرت عضو الكنيست عن «القائمة العربية المشتركة»، عايدة توما، من أن التغذية القسرية للأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام «مسٌ مرفوض وخطير بحق الأسرى وانتهاك لأجسادهم، سيؤدي الى التصعيد وتداعيات خطيرة تتحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية لها». واتهمت توما الحكومة الإسرائيلية بمحاولة قمع هذا الاحتجاج بدلاً من التفاوض مع الأسرى، معتبرةً أن هذه التغذية القسرية «تشكل انتزاعاً للأداة الاحتجاجية الوحيدة الباقية بأيدي الأسرى، وأنها تعدّ جريمة خطيرة تعرض حياة الأسرى للخطر».
في غضون ذلك، أعلن خمسون من قادة الحركة الأسيرة، أمس، انضمامهم إلى الإضراب المفتوح وسط توقعات بأن تشهد الأيام المقبلة انضمام المزيد من الأسرى. وفي مقدمة الذين انضموا أمس الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية» أحمد سعدات، وكل من نائل البرغوثي، وعباس السيد، وحسن سلامة من «حماس»، وزيد بسيسي من «الجهاد الإسلامي». وبحسب ما أكدته عائلات أسرى لـ«الأخبار»، يتوقع أن ينضم الأسبوع المقبل 500 أسير إلى الإضراب الذي يخوضه حتى اليوم ما يزيد على 1800 أسير.