وصل نحو 500 شخص من أهالي بلدتي كفريا والفوعة مساء أمس، إلى مدينة اللاذقية قادمين من مركز الإقامة المؤقتة في جبرين في مدينة حلب. ومع ارتفاع عدد المفقودين من البلدتين عقب التفجير الانتحاري الذي استهدف منطقة تجمع حافلاتهم في الراشدين، على أطراف حلب، حمّل أهالي البلدتين في بيان نشر في وقت مبكر من أمس، مسؤولية التفجير لـ«(هيئة تحرير الشام) بزعامة (جبهة النّصرة) الإرهابية و(أحرار الشام) وبقية الفصائل الإرهابية المسلّحة الموقّعة على الاتفاق، والتي تعهّدت بحماية قوافل المهجرين قسراً»، إلى جانب «دولة قطر؛ الراعية الإقليمية للاتفاق، وتركيا الممولتين والضامنتين الأساسيتين للجماعات المسلحة التي وقعت على الاتفاق».
وشرح البيان أن «ما وصلنا من صور وفيديوهات من شهود كانوا في أثناء حدوث المجزرة، تبين أنه جرى إبعاد عناصر المعارضة المسلحة قبل التفجير، وجُمع عدد كبير من أطفال الفوعة وكفريا أمام إحدى السيارات بغية توزيع الطعام الذي طالما كانوا محرومين إياه، ما يدل على أن هؤلاء الجماعات كانت على علم بالتفجير، ولم تبذل أي جهد في تجنيب المدنيين من هذا العمل الجبان»، مشيراً إلى أن «هناك حالات خطف جرت لبعض الشبان».
وطالب أهالي البلدتين بـ«قيام الفصائل المعارضة المسلّحة بتسليم كافة المتورطين في ارتكاب هذه الجريمة» لمحاكمتهم في المحاكم السورية، ونقل جميع الجرحى والمصابين إلى المشافي الحكومية. وأكد ضرورة «التزام الفصائل المعارضة بقية بنود الاتفاق وإتمامه... والكشف عن مصير المفقودين والمخطوفين»، مطالباً «بحماية دولية وضمانات للقوافل الخارجة من الفوعة وكفريا». وشكر البيان «أهلنا الذين مارسوا أعلى درجات ضبط النفس والتزام تعاليم ديننا الحنيف بعدم التعرض للمدنيين الخارجين من مضايا والزبداني».
وبالتوازي، أعلنت السلطات صباح أمس خروج الدفعة الخامسة من المسلحين وعدد من أفراد عائلاتهم من حي الوعر في حمص. وأوضحت أن الدفعة تضمنت خروج 519 مسلحاً والمئات من أفراد، عبر 55 حافلة أقلّتهم باتجاه ريف حلب الشمالي الشرقي، بإشراف الهلال الأحمر السوري وقوى الأمن الداخلي والشرطة العسكرية الروسية. وقال محافظ حمص طلال البرازي إنه مع نهاية الشهر الجاري «سيكون اتفاق مصالحة حي الوعر منجزاً بنحو كامل، ليُبدأ بعدها بإعادة تأهيل المرافق والبنى التحتية المتضررة داخل الحي».