الجزائر | تناول رؤساء الأحزاب المحسوبة على الموالاة في الجزائر التطورات الأخيرة في الموضوع السوري، في خطبهم وتصريحاتهم، خلال حملاتهم للانتخابات البرلمانية المرتقبة في بداية الشهر المقبل، وذلك بهدف لفت انتباه المواطنين إلى ما يقولون إنها «مؤامرة تستهدف الجزائر أيضاً».
وتُركز الأحزاب الموالية للحكومة الجزائرية على المخاطر الأمنية التي تحدق بالبلاد، وتستهدف ضرب استقرارها عبر مؤامرات ومخططات أجنبية. وتعتقد هذه الأحزاب أن الجزائر نجت من أحداث «الربيع العربي» رغم أنها كانت على قائمة الدول المستهدفة، وذلك بفضل عدم انسياق المواطنين وراء تلك الموجة التي جاءت بشعارات ديموقراطية خادعة، وتبيّن لاحقاً أن هدفها كان «تخريب الأوطان وتقسيمها».
ووفق أحمد أويحيى، الأمين العام لـ«التجمع الوطني الديموقراطي»، والمقرّب من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، فإن ما يحدث في سوريا يعبّر تماماً عن أن الغرب يقوم بمناورات كبرى تستهدف عدداً من الدول العربية. وذكر أويحيى في مقابلة له مع صحيفة «الخبر» الجزائرية، أن «المناورات الكبرى في الساحة الدولية لم يعد يُتستر عليها، فالغرب لا يتحرك خفية، و(جورج) بوش في وقت سابق أعلن عن مخطط الشرق الأوسط الكبير الذي تجسد اليوم على أرض الواقع واستهدف عدداً من الدول العربية».
وأسف أويحيى الذي أعفي من منصب مدير ديوان الرئيس للقيام بالحملة الانتخابية، من أن يؤول الوضع في سوريا إلى هذا الحد من التأزم. وقال: «للأسف، في قضية سوريا، كلما تلوح في الأفق بوادر انفراج للأزمة يحدث ما يعكّر الأجواء، كما يحدث اليوم باتهام سوريا بشكل ساذج أنها استخدمت أسلحة كيميائية»، متسائلاً: «ما هي فائدة سوريا بضرب شعبها؟». وأضاف: «إذا كان هناك شك في أمر ما، يترك الأمر للأمم المتحدة للقيام بتحقيقات. نحن نتأسف لأي ضربة توجه ضد أي دولة عربية، وننادي دوماً بوحدة كل دولة وسيادتها، ووقف مخطط تفكيك الدول العربية».
من جانبه، ذهب عمارة بن يونس، زعيم «الحركة الشعبية الجزائرية»، في الاتجاه نفسه، عندما وصف قصف القوات الأميركية لمواقع في سوريا بالمؤامرة، مشيراً إلى أن واشنطن لم تتأكد من أن النظام في سوريا هو من ضرب المواطنين بالأسلحة الكيميائية، ومع ذلك قامت بالاعتداء عليه، وهو ما يؤشر إلى أن الأمر «كان مدبراً من قبل». واستغرب بن يونس، وهو وزير سابق، ممن يشترطون رحيل الرئيس بشار الأسد عن الحكم من أجل حل الأزمة في سوريا، محيلاً ذلك إلى مثال العراق الذي كان يُروّج له أن رحيل صدام حسين، من الحكم سيحلّ معضلة البلاد، ومثال ليبيا مع معمر القذافي، وهي كلها دول «انتهت اليوم إلى الخراب».
أما عمار غول، رئيس حزب «تجمع أمل الجزائر»، فيعتقد أن الجزائر تواجه «مؤامرة أجنبية» ومخططات تهدف إلى تقسيمها، مستشهداً ببعض الأحداث التي تحاول تأجيج الجزائريين وزرع الفتنة بينهم في بعض المناطق.
وفي صف المعارضة، لا يختلف كثيراً خطاب حزب العمال المحسوب على اليسار، فهو دائم التحذير من مخططات أجنبية ضد الجزائر، ويتبنّى موقفاً مسانداً للدولة السورية ضد ما يعتبرها مؤامرة تستهدفها. إلا أن هذا الحزب الذي تقوده لويزة حنون، يحمّل الحكومة في الوقت نفسه مسؤولية الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.
لكن أصحاب هذا الخطاب باتوا يتعرضون لانتقادات لاذعة من المقاطعين للانتخابات، ليس بسبب موقفهم ممّا يجري في سوريا وليبيا، ولكن لوجود ما يعتبرونه توظيفاً للمأساة في هذين البلدين لأغراض انتخابية. ويعتقد المقاطعون، ومنهم جيلالي سفيان رئيس حزب جيل جديد، وكريم طابو رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الاجتماعي، وهو قيد التأسيس، في بياناتهم أنّ الخطر الحقيقي على الجزائر يمثله النظام في الوقت الحالي الذي يرفض توفير ضمانات نزاهة الانتخابات، بما يضعف الدولة ويجعلها هشة أمام أي مؤامرات خارجية إن وجدت.




بوتفليقة يراسل الأسد... بذكرى «الجلاء»

بعث الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أمس، برقية تهنئة إلى نظيره السوري بشار الأسد، لمناسبة الذكرى الـ71 لـ«الجلاء»، أعرب له من خلالها عن ارتياحه لمستوى العلاقات التي تربط بين البلدين، وعن أمله في أن تفضي جولات الحوار السورية إلى انفراج الأزمة التي يعيشها هذا البلد.