في يوم الأسير الفلسطيني، بدأ أمس ١٣٠٠ أسير في سجون العدو الاسرائيلي، بقيادة عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» مروان البرغوثي، إضراباً مفتوحاً عن الطعام، وقدموا إلى مصلحة السجون الإسرائيلية لائحة بمطالبهم، ومنها: «إنهاء سياسة الإهمال الطبي، إطلاق سراح الأسرى المرضى، خاصة ذوي الإعاقات والأمراض المستعصية، إنهاء سياسة العزل الانفرادي، إنهاء سياسة الاعتقال الإداري».
وقبل إعلان الأسرى إضرابهم عن الطعام، توجّه البرغوثي برسالة إليهم، دعاهم فيها إلى «التوقف عن الحوار أو التفاوض مع مصلحة السجون أو ممثلي الإدارة في أي سجن». وأصدرت «الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس» في سجون العدو بياناً أعلنت فيه «مشاركة أسرانا الكاملة في سجن هداريم إلى جانب إخوانهم من مختلف الفصائل في هذا الإضراب»، محذرة مصلحة السجون من «المساس بالأسرى المضربين».
من جهة أخرى، عكست إجراءات قيادة العدو وأجهزته منسوب الخوف إزاء إضراب الأسرى والمعتقلين وما يمكن أن يترتب عليه في الشارع الفلسطيني، باعتبار أن الأسرى الفلسطينيين وقضاياهم يشكلون أحد أهم العوامل المحركة للجمهور الفلسطيني. وقد أثبت العديد من المحطات السابقة أنّ من شأن قضايا الأسرى لمّ شمل كافة التيارات والاحزاب والتحوّل إلى قوة دافعة للشارع الفلسطيني.
على هذه الخلفية، وبالرغم من أن العنوان الرئيسي للإضراب يتصل بتحسين ظروف «السجناء الأمنيين»، التي ترفض مصلحة السجون الإسرائيلية الاستجابة لها، ترى المؤسستان الإسرائيليتان، السياسية والاستخبارية، في الإضراب امتداداً للانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال وإجراءاته. إنّ هذه القراءة التي تبلورت في وعي صنّاع القرار وأجهزته التنفيذية، دفعتهم إلى التعبير بشكل مباشر، كما ورد في وسائل إعلام اسرائيلية، والتحذير من أن «يؤثر الاضراب في الشارع الفلسطيني، لا سيما لجهة تنفيذ الاحتجاجات والمظاهرات ومسيرات دعم الأسرى الفلسطينيين».
في المقابل، حاولت جهات استخبارية حصر الإضراب في أبعاد سياسية بالمعنى الضيّق للكلمة، عبر القول إن «السبب الرئيسي للإضراب هو رغبة مروان البرغوثي في تعزيز قوته السياسية». كذلك، في خطوة تهدف إلى احتواء مفاعيل الإضراب والضغط على الأسرى، أوعز وزير الامن الداخلي، غلعاد اردان، بإقامة مستشفى ميداني خارج جدران سجن كتسيعوت بهدف منع إخلاء الأسرى إلى المستشفيات العامة وتوفير العلاج الطبي للمضربين عن الطعام عند الحاجة. وهو ما رأت فيه وسائل إعلام إسرائيلية خطوة استباقية للإضراب وتوجيه رسالة لمحركيه وقادته بأنهم لن يتمكنوا من إرباك المستشفيات بعد الآن.
وكما لو أنها في مواجهة ميدانية ضد مقاومين فلسطينيين، تلقّت قوات مصلحة السجون تعليمات لإجراء تفتيشات مكثفة في السجن، للتأكد من عدم التواصل بين الأسرى الذين عادة ما يكون لهم الأثر الكبير في تنظيم حركة الإضراب وتعزيزه. ومن أجل تفادي هذه المفاعيل، تلجأ مصلحة السجون الى نقل الأسرى بين السجون المختلفة.
ومع نهاية اليوم الأول من إضراب الأسرى، نقلت مصلحة السجون الأسير البرغوثي إلى سجن الجلمة، بحجة نشره مقالاً في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أمس، يشرح فيه أسباب الإضراب.
(الأخبار)