تمّ إنتاج صاروخ «توماهوك» في أواخر حقبة الحرب الباردة، وشهد استخدامه الأوّل في حرب العراق عام 1991، ثمّ أصبح رمزاً مرافقاً لحروب أميركا وضرباتها: ضربت أميركا العراق بأكثر من 288 صاروخ توماهوك عام 1991، و400 صاروخ خلال «ثعلب الصحراء» عام 1998، وأكثر من 800 خلال غزو 2003، إضافة الى 218 صاروخاً تمّ استخدامها ضدّ يوغوسلافيا خلال حرب 1999.
وحين ردّت واشنطن على تفجير سفاراتها عام 1998 بهجماتٍ ضدّ أهدافٍ في أفغاستان والسودان، كانت الضربات على شكل 78 صاروخ «توماهوك» أُطلقت من سفنٍ وغواصات في المحيط الهندي.
أهميّة الصاروخ هي في بساطته ومداه، وإمكان استخدامه ضدّ عدد كبيرٍ من الأهداف المحتملة. «توماهوك» هو سلاحٌ صغير نسبياً، وزنه لا يزيد على 1300 كيلوغرام، منها حوالى 500 كيلوغرام للرأس الحربي، ولكنّ مداه يفوق 1500 كيلومتر (2500 لبعض النماذج). السبب هو أنّ «توماهوك» يشبه طائرةً من دون طيّار أكثر ممّا يشبه صاروخاً تقليدياً، يشغّل بالوقود الصلب ويتبع مساراً بالستياً. محرّك «توماهوك» يشبه محرّك الطائرة، أي إنّه يستخدم وقوداً سائلاً و«يتنشّق» الهواء من الجوّ لتحقيق عمليّة الاحتراق. هذا يسمح بفعالية أكبر وبمدىً بعيدٍ بالنسبة الى حجم الصاروخ، ولكنّه في المقابل ــ أيضاً كالطائرة ــ يطير بسرعةٍ منخفضة نسبياً، تقلّ عن سرعة الصوت.
في الوقت ذاته، فإنّ «توماهوك» هو صاروخ «جوّال»، بمعنى أنّه يتّخذ مساراً يمكن التحكّم فيه وتحديده سلفاً، بل وتغييره أثناء طيرانه وبرمجته بإحداثيات جديدة. وهو بالغ الدقّة بفضل التوجيه بالأقمار الصناعية. من الممكن تصميم مسار الصاروخ بحيث يتجنّب الدفاعات الجويّة للعدو، أو محطات الرادار، وهو يحلّق على ارتفاعٍ منخفض، يسمح له بالانسلال تحت مدى أغلب أنظمة الرصد والدفاع. بسبب هذه المميّزات، وحجمه الصغير، أصبح «توماهوك» يمثّل «اليد الطولى» لأميركا، وبخاصّة في ساحات العالم الثالث، فهو يسمح بضرب أي هدفٍ في العالم تقريباً، من دون مخاطرة، وفي وسع المدمّرة أو الغوّاصة الواحدة حمل العشرات من هذه الصواريخ.