قتل مستوطن إسرائيلي وأصيب آخر بجراح في عملية إطلاق نار قرب مستوطنة «دوليف»، غرب مدينة رام الله وسط الضفة المحتلة، يوم أمس. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن العملية وقعت عندما أطلق مسلح فلسطيني النار على «متنزهين إسرائيليين» وقت مكوثهم في مركبتهم قرب عين بوبين القريبة من المستوطنة، حيث اقترب المسلح من مركبتهم وأطلق عليهم النار من مسدسه «من مسافة صفر»، ثم لاذ بالفرار، بعدما انتشرت رواية أخرى تقول إنه كانت نيران قناص. لكن صحيفة «هآرتس» نقلت عن ضابط في الجيش قوله إن الفلسطيني أوقف مركبة المستوطنين ثم باغتهم بإطلاق النار.
وذكر مسعفون إسرائيليون أن القتيل أصيب بطلقات في أطرافه العلوية، فيما أصيب الآخر بطلقات في رجليه. ووسط تعدد الروايات والمشاهد التي أظهرت المستوطنين وهم يركضون هاربين من مكان العملية، بدأت قوات معززة من جيش العدو، كعادتها في مثل هذه الحالات، عمليات بحث موسعة عن المنفذ، ونصبت الحواجز في منطقة رام الله. وأفادت مصادر محلية بأن جنود الاحتلال أغلقوا بلدة اقزيع القريبة من مكان العملية، والطريق الاستيطاني الرابط بينها وبين قرية رأس كركر غرب رام الله. وقالت المصادر إن مجموعات من المستوطنين والجيش انتشرت في منطقة وادي الدلب، التي تحوي كروم عنب للمستوطنين، بحثاً عن منفذ العملية.
تعددت الروايات
بشأن طريقة تنفيذ العملية

وانخفضت الهجمات بالرصاص على المستوطنين في الضفة المحتلة في السنوات الماضية، في وقت لجأ فيه المقاومون والشبان الفلسطينيون إلى إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على السيارات الإسرائيلية المارة. وعموماً، فإن وتيرة العمليات زادت في القدس المحتلة العام الماضي، قبل حرب غزة وبعدها، لكن المدينة شهدت هدوءاً نسبياً في الأشهر الماضية، فيما جرت بعض العمليات على مدن أخرى.
وفي نيسان الماضي، دهس فلسطيني مجموعة مستوطنين بسيارته شرقي القدس المحتلة، ما أدى إلى مقتل أحدهم. وقبل ذلك بشهر دهس شاب فلسطيني من القدس عدداً من المستوطنين، ثم حاول طعن عدد من المارة بسكين، قبل أن يصاب بجروح خطرة برصاص شرطة العدو.
بالتزامن مع ذلك، ​أصيب عدد من الجنود الإسرائيليين بجراح متفاوتة بعد عصر أمس جراء انقلاب جيب عسكري كانوا يستقلونه خلال ملاحقتهم سيارة فلسطينية غرب محافظة رام الله، قرب المنطقة التي وقعت فيها عملية إطلاق النار واستهدفت مستوطنين إسرائيليين قبل ذلك بساعة.
ونقل عن شهود عيان أن جيباً إسرائيلياً كان يلاحق شاباً فلسطينياً يستقل سيارة على طريق استيطاني، غرب رام الله بالقرب من رأس كركر، حيث حاول الجيب توقيف السيارة، لكنه انقلب وأصيب من فيه بجراح متفاوتة. ولم يتبين هل كانت الملاحقة مرتبطة بالعملية التي نفذت ضد مجموعة من المستوطنين في المنطقة أو لا، في وقت زادت فيه التعزيزات الأمنية بصورة كبيرة.
وفي أولى ردود الفعل الفلسطينية، باركت حركة «حماس» العملية، واصفة إياها بأنها «نفذت على طريقة المواجهة من النقطة صفر»، وهو مصطلح شاع في الأوساط الفلسطينية خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة صيف العام الماضي.
إلى ذلك، أغلقت مصر معبر رفح على الحدود مع غزة بعد فتحه بصورة استثنائية لمدة أسبوع خرج فيه 3819 مسافراً، فيما وصل 1012 عالقاً إلى القطاع، علماً بأن السلطات المصرية أرجعت 155 مسافراً دون ذكر الأسباب.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)