تؤكد موسكو كلّ مدة ثوابت سياستها الخارجية تجاه سوريا، خاصة بما يتعلّق بالرئيس السوري بشار الأسد والحفاظ على المؤسسات وعلى وحدة الأراضي السورية. لكن كلام الرئيس فلاديمير بوتين أمس، جاء بعد تقارير إعلامية وتسريبات مختلفة عن تغيّر بدا يطرأ في موسكو تجاه دمشق. تغيّر يعني انفتاحاً أكبر على حلول سياسية قد لا ترضي سوريا وحكومتها. ويأتي ذلك بالتزامن مع انفتاح سعودي على روسيا تُرجم بزيارة متبادلة أثمرت اتفاقات اقتصادية وتفاهمات في مناطق عدة.

الرئيس بوتين، في حديثه أمام الجلسة العامة للمنتدى الاقتصادي الدولي في بطرسبورغ، قال: «إننا على استعداد للدخول في حوار مع الرئيس بشار الأسد لجهة أن يقوم، بالتعاون مع المعارضة السلمية، بإجراء إصلاح سياسي»، معرباً عن اعتقاده «بأن ذلك أمر بنّاء للغاية وقابل للتنفيذ».
وفي ردّه على سؤال عن إمكانية طلب روسيا من الرئيس الأسد التخلي عن منصبه، قال إن «هذا الموضوع لا يمكن أحداً أن يطرحه سوى الشعب السوري بذاته».
وأضاف بوتين: «إننا مستعدون للاستمرار بالعمل مع الرئيس الأسد لضمان الطريق إلى التحولات السياسية كي يشعر جميع المواطنين في سوريا بإمكانية الوصول إلى آليات الحكم وللابتعاد عن المواجهة المسلحة، ولكن ذلك لا يمكن تحقيقه من طريق استخدام القوة».
ولفت إلى أنّ «بواعث قلقنا مبنية على حقيقة أن سوريا يمكن أن تزجّ في نفس الحالة التي وقعت فيها ليبيا أو العراق»، مبيّناً أنّ موسكو لا تريد أن يحل مسار الأحداث نفسه في تلك البلدان في سوريا.
واعتبر أنّ «هذا ما يمليه علينا موقفنا في تأييد الرئيس بشار الأسد وحكومته، ونحن نعتقد أنه موقف صحيح، وكان من الصعب جداً أن يتوقع منا أي شيء آخر».
في سياق آخر، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ستيف وارن، أمس، أنّ الولايات المتحدة لم تحقق حتى الآن الهدف المعلن من برنامج تدريب وتجهيز مقاتلي «المعارضة السورية المعتدلة» لمواجهة تنظيم «داعش».
وقال وارن إنّ «الهدف المعلن هو تدريب خمسة آلاف سوري سنوياً، لكن ما بين مئة ومئتي سوري فقط بدأوا هذا التدريب»، مضيفاً أن «هؤلاء بدأوا التدريب فعلياً في الموقعين اللذين أقيما لهذا الغرض».
وأكد أنّ «البرنامج عملية يصعب تنفيذها إلى حد كبير»، مشيراً إلى «ضرورة اختيار سوريين يريدون المشاركة فيها والتحقق من خبراتهم السابقة».
وأعلنت واشنطن، أمس، أنّها تواجه صعوبة في تجنيد قوات للمعارضة السورية ضمن برنامج يهدف إلى تدريبهم وتزويدهم بالعتاد لمحاربة «داعش».
(الأخبار)