أكثر من سبعة أشهر مرت على حصار تنظيم «داعش» لأكثر من 400 ألف مدني في الأحياء الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري في مدينة ديرالزور، مع جهود حكومية كبيرة لتأمين الاحتياجات الأساسية من خبز ومياه واتصالات. المدينة تصوم للشهر السابع، فمعظم المواد الغذائية غير متوافرة، والمتوافر منها يباع بخمسة أضعاف على الأقل، أما أسواق المدينة فيندر فيها وجود الخضروات والفواكه التي باتت من المنسيات.
التنظيم قطع مع بداية العام الجاري طريق معبر البغيلية الذي يربط الريف بالمدينة، ومنع دخول المدنيين وخروجهم بتهمة مساندتهم للجيش السوري ووقوعهم في أرض «الفسق والكفر». أم محمّد التي تقطن في إحدى غرف مراكز الإيواء في حي الجورة تبكي نهر الفرات الذي كان زراعة دونمين خضروات على ضفافه تكفي لسد حاجة عائلة كاملة، وتقول «ولّى زمن الخير، إنه زمن التكفيريين». وتضيف: «دير الزور صائمة للشهر السابع، فمعظم الأهالي يعيشون على البقوليات والخبز، ولا نأكل إلا وجبة واحدة، رمضان جاء ليشرعن صيامنا، ويزيد من صبرنا». أمّا عُدي، فيقول «قطعوا عنا الكهرباء والمحروقات، والغلاء يأكل جيوبنا، لكن لن نموت جوعاً، سنصمد وننتصر». مصدر حكومي أكد لـ«الأخبار» أنّ «الحكومة وعبر مؤسساتها والهلال الأحمر تسعى لتأمين الحاجات الأساسية لتعزيز صمود المواطنين»، مشيراً إلى أنّ «مزيداً من المساعدات والمواد الغذائية ستصل إلى دير الزور لضخّها في السوق، والعمل على الحد من غلاء الأسعار». بدوره، مصدر عسكري قال لـ«الأخبار»، إنّ «الجيش كان يسعى لتجهيز عملية عسكرية لفتح طريق دمشق دير الزور، إلا أن التطورات الميدانية في السخنة وتدمر غيّرت من أولوياته». وأكد «أن الجيش يحتاج إلى دعم أبناء المدينة لتحقيق الانتصارات ورفع الحصار»، لافتاً إلى أن «باب التطوع مفتوح في الدفاع الوطني والمغاوير للأهالي ليعززوا قوة الجيش للدفاع عن المدينة وتحرير كامل المحافظة». الجيش كان قد تمكّن أمس من تحقيق تقدّم مهم في حي الحويقة ومزارع المريعية شرق مطار دير الزور العسكري، في وقت استهدف فيه سلاح الجو مواقع للتنظيم في النادي الرياضي في الموحسن وحويجة المريعية والبوعمر وخسارات والحميدية والرصافة.
إلى ذلك، واصلت «وحدات حماية الشعب» الكردية تقدمها في ريف الرقة، وسيطرت أمس على أكثر من عشرين قرية في ريف بلدة سلوك ومحيط مدينة تل أبيض، وتتقدم مع «غرفة بركان الفرات» نحو مدينة عين عيسى على طريق عام الحسكة ــ حلب. مصدر في «الوحدات» أكد لـ«الأخبار» أن «الوحدات تواصل عملياتها العسكرية للسيطرة على كامل الطرق التي تربط الرقة بالحسكة وعين عيسى، وأن القوات اقتربت من السيطرة على عين عيسى الاستراتيجية في ريف الرقة». سيطرة «الوحدات» على عين عيسى ستعني تأمين مدينة تل أبيض في ريف الرقة، والسيطرة على كامل الطريق الذي يربط الحسكة بعين عيسى، وستسعى قواته المتمركزة على جسر قرقوزاق لربط عين عيسى بعين العرب، ما يعني فتح طريق عام الحسكة حلب وصولاً إلى عين العرب، كطريق ثان وإضافي لطريق رأس العين عين العرب مروراً بتل أبيض. الناطق الرسمي باسم «وحدات حماية الشعب»، ريدور خليل، قال في تصريح إعلامي «إن العمليات التي تقوم بها قواته هي تحت إشراف التحالف الدولي»، كاشفاً «أن دعم التحالف مستمر للوحدات على الرغم من حملات التشويه التي طالتهم»». يأتي ذلك في وقت أكدت فيه وزارة الخارجية الأميركية، في تغريدات على موقعها في «تويتر»، أن «القوات الكردية أثبتت أنها الأقدر لمواجهة داعش في سوريا، ولذلك تتلقى الدعم الجوي من أميركا وحلفائها منذ معركة كوباني»، فيما وصفت وزارة الدفاع (البنتاغون) تحرير مدينة تل أبيض من قبل القوات الكردية وفصائل من «الجيش الحر» بالحدث المهم والكبير.