التقى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، يوم أمس، أمير قطر، تميم بن حمد، في الدوحة. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، إن عباس بحث مع تميم ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية. ووفق مصادر متابعة للزيارة، فإن «أبو مازن» لم يطلب لقاء قيادة حركة «حماس» في العاصمة القطرية، كما لم تطلب الأخيرة من جهتها تأمين موعد معه، مع أن ذلك لا ينفي إمكانية حدوث لقاء على هامش الاجتماع الأساسي.
وسيتوجه عباس اليوم الإثنين إلى العاصمة المصرية القاهرة للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك مع اقتراب موعد لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ويأتي لقاء عباس بالسيسي في وقت تشهد فيه العلاقات الفلسطينية ــ المصرية الرسمية فتورا، بسبب دعم الأخير المطلق لخصم «أبو مازن»، القيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان، وكذلك الانفتاح الجزئي في العلاقة مع «حماس».
وتوترت العلاقات بين الفلسطينيين والمصريين بعدما منعت السلطات المصرية عضو «اللجنة المركزية في حركة فتح» اللواء جبريل الرجوب، من دخول أراضيها حينما كان من المفترض أن يشارك في مؤتمر هناك، دون إيضاح الأسباب.
وكان المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، قد قال، إن «الدوحة هي المحطة الأولى للرئيس الفلسطيني ضمن جولة عربية - أوروبية»، مضيفا أن عباس سيزور كل من «ألمانيا وبلجيكا ويختتمها بالأردن، حيث يشارك في القمة العربية المقبلة في التاسع والعشرين من الشهر الجاري».
اختلفت المصادر الفلسطينية والمصرية في تحديد الداعي إلى الزيارة

في هذا السياق، قالت مصادر مصرية لـ«الأخبار»، إن لقاء السيسي وعباس كان مقررا أمس، ولكن تم تأجيله حتى اليوم بسبب «ارتباطات الرئيس المصري»، مضيفة أن هذه الزيارة هي الأولى لرئيس السلطة منذ نحو تسعة أشهر هي عمر توتر العلاقة الأخيرة، فيما سيعقد اللقاء في قصر الاتحادية.
ووفق المصادر نفسها، سيتضمن اللقاء «مناقشات مستفيضة حول دحلان والرغبة المصرية في أن يكون له دور خلال الفترة المقبلة على أن يكون هذا الدور وفق ما تحدده القوى الفلسطينية المختلفة... اللقاء جاء بناء على طلب عباس المتكرر، وقد جدد طلبه الأسبوع الماضي».
في المقابل، من المتوقع أن يعرض السيسي نتائج ما توصلت إليه الاتصالات بين «حماس» والأجهزة الأمنية المصرية خلال الشهرين الماضيين، والرؤية التي ستتبناها القاهرة بشأن التعامل مع معبر رفح في المستقبل القريب، بالإضافة إلى آلية التعامل مع «حماس» وقياداتها، والأخير أمر طلب الجانب الفلسطيني مناقشته باستفاضة.
مع ذلك، نفت مصادر فلسطينية رسمية أن يكون اللقاء سيعقد بناء على طلب فلسطيني، إنما «جاءت الزيارة استجابة لطلب السيسي... وتهدف إلى بحث كل القضايا التي تواجه الشعب الفلسطيني وتنسيق المواقف بين الطرفين قبل انعقاد مؤتمر القمة العربية».
وعملياً، صار واضحا الدور المصري الذي يقوده السيسي في التسويق لمشروع التسوية عبر بوابة إدارة واشنطن الجديدة، رغم أن الأخيرة خفضت السقف الأميركي المعتاد، وهو ما يتوقع أن يناقشه السيسي مع عباس بصورة أساسية، فضلا على أن الرئيس المصري ينظر إلى ضرورة تسوية الأمور كلها (عباس ودحلان والعلاقة بغزة و«حماس») برزمة واحدة.

(الأخبار)