خلال اليومين الماضيين كانت مناطق الأشرفيّة والخالديّة والراشدين، في حلب مسرحاً لتحرّكات روّج لها على أنّها معركة «فتح حلب» الموعودة. المعارك جاءت تتويجاً لانشقاق غير مُعلن لحق بـ«جيش فتح حلب»، بسبب نزاع على القيادة التي كان المقدّم أبو بكر «قائد جيش المجاهدين» مصرّاً على أحقيّته بها. عدم حصول أبو بكر على التفويض التركي اللازم، إضافة إلى تجميد «خطة الفتح» لم يحولا بينه وبين شن هجمات في عدد من المناطق.
وينقل مصدر ميداني معارض عن أبو بكر قوله «بكرا بيشوفوا الأتراك وغيرون كيف بيصير الفتح». ووفقاً لمصادر «الأخبار» فإن «كل فصائل الفتح لم تقبل المشاركة في العمليات تحت قيادة أبو بكر، باستثناء الفرقة 16 التي كان يقودها خالد حياني قبل تصفيته». مخطط أبو بكر قام على مهاجمة القوات التي يقودها منطقة الراشدين ومبنى البحوث العلمية، بالتزامن مع شن «الفرقة 16» هجمات في الأشرفية والخالدية. كانت كثافة القصف الذي استهدف الراشدين غير مسبوقة، وخاصة أن المنطقة تحولت منذ شهور إلى منطقة تماس شبه خالية من تمركزات الجيش والقوى الرديفة. التطور الأخطر كان من نصيب حي الخالدية الذي شهد أوّل الأمر تقدماً محدوداً لقوات «الفرقة 16». المفارقة أن آمال المهاجمين تلاقت مع رغبات مجموعات من اللجان الشعبيّة التي تتولّى نظريّاً الدفاع عن المنطقة، حيث سارع أفراد منها إلى تعزيز أنباء دخول المسلحين. وتؤكد مصادر من السكان أن «بعض أعضاء اللجان سارعوا إلى حثّ السكان على الهرب، وكانت أكثر جُملة سُمعت هي: دَخَلوا، اهربوا». وبفعل التوجس الذي كان السكان يعيشونه سلفاً من جرّاء عمليات الضخ الإعلامية المكثفة حول «فتح حلب»، وتحت ضغط أصوات الأسلحة وما روّجه مقاتلو اللجان، فقد شهد الحي موجة نزوح هائلة. وسارع مروّجو الشائعة إلى اقتناص الفرصة والبدء بعمليات «التشويل» و«التعفيش» تحت نيران المعركة. كان من شأن موجة النزوح أن تؤدي إلى موجات مماثلة في الأحياء المجاورة، لولا الدور الهام الّذي لعبه التلفزيون الرسمي حيث انتقل مراسله سريعاً إلى المنطقة في بث مباشر، أثمر احتواء موجة الذعر.

«الشاميّة» بلا «الإخواني سلامة»

توّجت «الجبهة الشاميّة» حالة التجميد غير المعلنة التي كان قائدها السابق عبد العزيز سلامة خاضعاً لها، بالإعلان أمس عن «قبول استقالته». وأصدر «مجلس شورى الشامية» بياناً قال فيه إن «سلامة استقال رغبة في إفساح المجال أمام الطاقات والكفاءات الجديدة في هذه المرحلة». وأعلن البيان «تعيين محمد علي الحركوش، أبو عمرو، قائداً عاماً للجبهة». ويجدر التذكير بأن «الشاميّة» كانت قد أعلنت في نيسان الماضي «حل نفسها واستمرار التنسيق العسكري بين مكوناتها». ومن المُرجّح أن تكون الخطوات الأخيرة مقدمة لإعادة هيكلة «الجبهة» تمهيداً لدور جديد لها.