صنعاء | تتواصل المعارك في جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء، حيث تُظهر القوات الموالية للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي استماتة في هذه الجولة، كما تقرّ بذلك مصادر ميدانية متابعة للمعارك، لكنّ ذلك قوبل بتصدِّ كبير من الجيش و«اللجان الشعبية».
على صعيد موازٍ، تواصلت الضربات النوعية للجيش، وآخرها أمس، إذ قُتل عدد من القيادات الرفيعة، منهم قائد جبهة نهم في قوات هادي محمد فرج القطراني وسبعة من مرافقيه بانفجار لغم أرضي، إضافة إلى مقتل القيادي عبد الرب حمد شتران، الذي قاد الهجوم على سلسلة جبال يام.
وأكد مصدر عسكري في «أنصار الله»، خلال حديث إلى «الأخبار»، أن القطراني كان قائد الجبهة اليسرى لمنطقة نهم، وبعد ذلك تولّى قيادة المعارك في مختلف المحاور التي تدور فيها العمليات الحالية، مشيراً إلى أن الأخير قاد الهجوم على وادي العقران وجبلي المنارة والقتب في المديرية نفسها خلال الأيام الماضية.
ووسط غارات كثيفة تشنّها طائرات تحالف العدوان الذي تقوده السعودية، حاولت قوات هادي أمس التقدم باتجاه جبال يام والعقران والقتب والقناصين في نهم، لكن المشاهد التي يبثها «الإعلام الحربي» تؤكد استمرار التصدي لتلك المحاولات. وسُجّلت اشتباكات متواصلة استمرت قرابة تسع ساعات، وانتهت بسقوط المزيد من القتلى والجرحى، فيما شرحت مصادر ميدانية أن الهجوم الأخير نُفّذ من ثلاثة اتجاهات.
ورغم وصول تعزيزات عسكرية جديدة إلى قوات هادي خلال اليومين الماضيين، فقد قوبلت بتعزيزات مماثلة لدى الجيش و«اللجان الشعبية»، علماً بأن مصادر عسكرية موالية لـ«التحالف» ادّعت أمس سيطرتها على موقعين من أكثر المواقع الجبلية وعورة، هما التبة الحمراء (تلة جبلية) وجبل القناصين في نهم، مضيفة أن «عملية تحرير صنعاء سيكون محورها منطقة خولان جنوب العاصمة»، لكن هذه التصريحات رأى فيها مراقبون اعترافاً ضمنياً بصعوبة المعركة في جبال يام.
من جهة أخرى، يتأكد دور حزب «الإصلاح» («الإخوان المسلمون») المستمر في موالاة العدوان، بعدما أفادت مصادر موالية لـ«التحالف» بأن اللواء «حسم» التابع لـ«الإصلاح» في مأرب وجّه عدداً من عناصره إلى نهم للمشاركة في «معركة صنعاء»، علماً بأن هذه الخطوة تأتي بعد مشاركة «اللواء 310» في هذه المعركة، وهذا اللواء أيضاً ينتسب معظم عناصره إلى الحزب نفسه.
إلى جانب جبهة نهم، تتواصل المعارك في جبهات صرواح حيث تعلق قوات هادي آمالها في إحداث أي اختراق باتجاه بني ضبيان في خولان، التي تعدّ مناطق كثيرة فيها حاضنة للموالين لها، ولا سيما أن المحافظ الذي عيّنه الرئيس المستقيل، اللواء عبد القوي شريف، ينحدر من قبيلة بني ضبيان. وتقول القوات الموالية للعدوان إنها سيطرت على سد العقران وجبل الجرجور والتباب المطلة على قرية العقران.
إلى ذلك، أظهر تقرير مدعوم من الأمم المتحدة عن اليمن أنه «لا توجد مجاعة في اليمن، لكن نحو 60 بالمئة من السكان أو حوالى 17 مليون نسمة في أزمة أو حالة طارئة للوضع الغذائي بزيادة 20 في المئة عن حزيران الماضي». وقال برنامج الأغذية العالمي، في تقرير مغاير عن تقارير سابقة، وقد صدر أمس، إن محافظتي تعز والحديدة على البحر الأحمر مهددتان بالانزلاق إلى مجاعة إذا لم تصلهما المزيد من المساعدات.