لا تزال تداعيات «مؤتمر أنقرة» الأخير تتصدّر المشهد السياسي العراقي، لإثارته جدلاً واسعاً بين المكوّنات المختلفة، لـ«أحقيّة» تلك القوى في عقد مؤتمر يناقش «مرحلة ما بعد داعش» من جهة، وإعلانها «الارتهان» للدول الراعية للمؤتمر، من جهةٍ أخرى.
وأمام تضارب النظرتين، وإعلان أكثر من طرف عراقي علمه بالمؤتمر من قبل السفير التركي في العراق، نفى رئيس الوزراء حيدر العبادي «أي علم أو دعم باجتماع قيادات سنيّة في أنقرة»، رافضاً، في خلال مؤتمر صحافي، «مثل هكذا مؤتمرات خارج العراق وبالتعاون مع أجهزة مخابرات دولية، لأنها تعدّ تدخلاً في الشؤون الداخلية العراقية». وعلمت «الأخبار» من مصدر عراقي مسؤول أن «العبادي دعا إلى عقد مثل هذه المؤتمرات في بغداد إذا كانت النيّات صادقة»، مستنداً إلى أن «النظام السياسي الديموقراطي يتيح عقد أي فعاليات سياسية لا تتعارض مع الدستور والمشروع الوطني الذي يتبناه».
ووصف المصدر المطّلع على ارتدادات المؤتمر أن «عقد مثل هذه المؤتمرات يضعها في دائرة الشبهات ومحاولة لاستنساخ التجارب السابقة التي كلفت العراق الكثير»، معتبراً أنها «تعد محاولة لإعادة إنتاج بعض القيادات التي فشلت في القيام بدورها التشريعي وحتى التنفيذي، وتسويق نفسها من جديد كزعامات سنيّة كي تدخل الانتخابات مرة أخرى».
ويأتي نفي العبادي ليعاكس ما نقلته بعض الوسائل الإعلامية الخليجية عن علمه بالمؤتمر، في حين تطرح مصادر أخرى تساؤلاتها حول مدى «جهل العبادي»، معتبرةً أنه إذا «كانت القوى السياسية على علمٍ بالمؤتمر، فإن من الطبيعي أن يعلم رئيس الحكومة به».
بدوره، أعلن رئيس «حزب الحق»، وأحد المشاركين في المؤتمر، أحمد المساري، أن «لقاء أنقرة ليس مشروعاً انتخابياً، بل هو لقاء تشاوري بين فئات القوى السنية لإنقاذ أهلنا في العراق»، موضحاً أن القوى «ذهبت إلى أنقرة لطلب الدعم الدولي والإقليمي لإيجاد الحلول». وأكّد أن «العراق لن يستقر والمكوّن السنّي أوراقه مبعثرة»، رافضاً التشكيك في آلية انعقاد المؤتمر.
وتناقلت أمس مواقع إخبارية عدّة أن المؤتمر انبثق عنه «تحالف سياسي جديد برعاية أطراف دولية وعربية». وشكّل الحاضرون تحالفاً باسم «تحالف القوى الوطنية العراقية»، بلجنة تنفيذية وهيئة قيادية ورئاسية، على أن تكون رئاسة التحالف الجديد بالتناوب لمدة سنة بين ثلاث شخصيات، هم وضاح الصديد، ورئيس البرلمان سليم الجبوري، وأحمد المساري.
وفي سياقٍ متّصل، حذّر رجل الأعمال خميس الخنجر (الصورة) واشنطن من التعجيل في الحملة العسكرية غربي الموصل، كي لا تسبّب زيادة مفاجئة في الضحايا المدنيين، الأمر الذي يهدّد بتقويض جهود هزيمة «داعش». وقال خنجر لوكالة «رويترز» إن «تعميق الاستياء في صفوف سنّة العراق من شأنه أن يزيد نفورهم ويخاطر بتفاقم المشاكل الأمنية في البلاد»، محذراً من «ظهور جماعات سنيّة أكثر تشدّداً بمجرد هزيمة المتشددين».
(الأخبار)