نجح الجيش السوري في معاودة التقدّم في منطقة المقابر جنوب غرب مطار دير الزور، بعد توقف العمليات العسكرية لأكثر من أسبوع. الجيش الذي أطلق أمس عملية واسعة بغطاء من الطائرات الروسية والسورية، تمكّن من السيطرة على تلة الكهرباء في منطقة المقابر، وواصل تقدّمه باتجاه تلة خنزير وسرية جنيد ومحطة الكهرباء والمهندسين، بهدف إنهاء الخرق الذي أحدثه تنظيم «داعش» منذ قرابة ستة أسابيع في مواقع الجيش، على الطريق بين المطار العسكري والمدينة.
مصدر عسكري أكد لـ«الأخبار» أن «العملية حققت أمس تقدماً يصل إلى قرابة 500 متر في عمق منطقة المقابر، ومسافة قليلة تفصل القوات عن التلة الحاكمة لكامل منطقة المقابر». وأضاف المصدر أن «العملية مستمرة بغطاء جوي كثيف من الطيران السوري والروسي حتى تحقيق هدفها بإعادة ربط المطار العسكري وهرابش والجفرة بالأحياء الغربية في المدينة».
وكانت تعزيزات عسكرية مختلفة بالعتاد والعناصر قد وصلت إلى الجيش في المدينة، بهدف تعزيز قدراته وتحصين القوة الدفاعية، لمنع تنظيم «داعش» من تحقيق أي خرق جديد في المدينة. مصادر ميدانية أكدت أنّ «فتح طريق المطار هدف سيتحقق قريباً، وقد تتوسع العمليات نحو توسيع طوق الأمان في محيط المطار لتحصينه من الهجمات المعادية».
إلى ذلك، سيطرت «قوات سورية الديمقراطية» على قرى عدة في ريف الرقة الشرقي، بعد أربعة أيام على إطلاق الخطوة الثانية من المرحلة الثالثة لتطويق مدينة الرقة، بدعم ومشاركة قوات برية من «التحالف» الدولي. «قسد» نجحت أمس بفصل أجزاء واسعة من ريف الرقة الشرقي عن دير الزور والحدود العراقية، من خلال سيطرتها على قرية جديد خابور بريف الرقة الشرقي، ما يعني نجاحها في السيطرة على منطقة الجزيرة بشكل واسع، ويقرّب قواتها بنحو أكبر من بلدة الكرامة بريف الرقة الشرقي، في وقت وصل فيه مقاتلوها إلى مسافة 10 كم شمال الرقة، من خلال تثبيت نقاطها في جسر شنينة، ومحاولة التقدم باتجاه السجن المركزي ومركز تسويق الأقطان. الناطق الرسمي باسم «قسد»، طلال سلو، أكد لـ«الأخبار» أن «المرحلة الثالثة تهدف إلى تطويق الرقة كاملاً، تمهيداً للمرحلة الرابعة التي ستدخل فيها قوات سورية الديمقراطية بكافة تشكيلاتها لدخول المدينة». وأضاف: «قدمنا لائحة بالمعدات والأسلحة التي نحتاجها لقيادة التحالف الدولي، وننتظر وصولها، لإنجاز معركة السيطرة على الرقة، التي تحتاج لقدرات عسكرية كبيرة لتحقيق هذا الهدف».