اهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية بانتخاب يحيى السنوار قائداً لحركة حماس في قطاع غزة وأفردت مساحاتٍ للتعريف بالرجل ولتحليل الخلفيات والأبعاد المحتملة لتسلمه مقاليد السلطة في غزة. ورأت صحيفة «هآرتس» أن «هذه هي المرة الأولى التي يتسلم فيها مسؤول من الجناح العسكري، منصباً سياسياً على هذا المستوى»، معتبرةً أن ذلك يُعدّ «تعزيزاً لقوة الخط المتطرف والقيادة العسكرية في حماس». وأشارت الصحيفة إلى أن السنوار معروف «بمواقفه المتطرفة داخل حماس... وهو من يملي الخط المتصلب للحركة في كل المفاوضات حول تبادل الأسرى».
وفي «يديعوت أحرونوت»، كتب غيورا آيلند، أن «سياسة حماس كانت في العقد الأخير نوعاً من الحل الوسط بين الذراع المدنية الحذرة نسبياً، بزعامة إسماعيل هنية، والذراع العسكرية. أما ابتداءً من اليوم، فلا توجد سوى قيادة عسكرية، وهي متشددة جداً». لكن السنوار، بحسب آيلند، «سرعان ما سيفهم أن ما يُرى من هنا (موقع المسؤولية السياسية) لا يُرى من هناك (خارج هذا الموقع). فالمصلحة العليا لحماس، أي مواصلة الحكم في غزة، تستوجب حداً أدنى من الشرعية الدولية والتحسين الفوري للوضع الاقتصادي في القطاع».

يؤمن القائد الجديد لحماس في غزة
بالحرب ضد الصهاينة وليس بالتهدئة


من جهتها، نشرت صحيفة «معاريف» بورتريه عن السنوار رأت فيه أنه «يعتبر أحد الزعماء البارزين في تعميق ايديولوجيا المقاومة لإسرائيل. فهو يؤمن بالحرب ضد الصهاينة وليس بالتهدئة، ومن ناحيته كل زمن هو جيد للمواجهة العسكرية. فكره هو فكر المواجهة العسكرية المستمرة، الأمر الذي يجعله خطيراً وغير متوقع». وحول التكتيك العسكري للسنوار في المواجهة مع إسرائيل، اعتبرت الصحيفة أن السنوار «قد جلب معه من (فترة الأسر في) إسرائيل الفهم بأن على حماس أن تسجل إنجازات مهمة، فقط قبل أن تندلع الحرب. هو يريد أن يرى عملية قاسية وفتاكة، وبعد لحظة من ذلك إخفاء نشطاء حماس في الخنادق تحت الأرض».
أما في صحيفة «إسرائيل اليوم» فقد رأى الخبير بالشؤون الشرق أوسطية، أيال زيسر، أن انتخاب السنوار «لا يبشر بأن هناك تغييراً في وجهة حماس وتعاطيها مع إسرائيل، وما كان هو ما سيكون داخل القطاع وعلى طول الحدود مع إسرائيل». وأسند زيسر رؤيته هذه إلى كون «القوة الحقيقية في القطاع منذ زمن هي للذراع العسكرية لحماس التي فرضت في الأعوام الأخيرة أداء المنظمة أمام إسرائيل». ويضيف: «قد تكون ديناميكية حماس الداخلية في الذراع العسكرية وفي القطاع هي التي دفعت السنوار ورجاله إلى المطالبة بعرش القيادة السياسية، وهي لم تعد تكتفي بقول الكلمة الاخيرة خاصة في الموضوع الإسرائيلي، الذي كان متروكاً لها في الأصل».
(الأخبار)