لليوم الثالث على التوالي، تستمر حامية مطار الثعلة العسكري، غربي محافظة السويداء الجنوبية، بالتصدي لفصائل مسلحي غرفة عمليات «موك» الأردنية، التي تضم 15 فصيلاً، أبرزها «حركة المثنى» و«الجيش الأول» و«لواء شباب السنة».
سحب الدخان الناجمة عن القصف المتبادل بين عناصر الحامية والمسلحين غطت المناطق الغربية من محافظة السويداء التي تشهد بدورها انتشاراً مكثفاً لوحدات «الدفاع الوطني» ومقاتلين موالين للجيش من أبناء المحافظة، تحسباً لأي اختراق قد يحدثه المسلحون. يجري ذلك متزامناً مع تصاعد حدة المواجهات بين الجيش والمسلحين في محافظة درعا، الجارة الغربية للسويداء، التي أدت بمجملها إلى مقتل أكثر من 100 مسلح في المحافظتين. خلال الساعات الأولى من نهار أمس، نفذ المسلحون ثلاث هجمات باتجاه المطار، «باءت كلها بالفشل»، يقول مصدر ميداني لـ«الأخبار». ويضيف: «قتل وجرح العشرات من المسلحين أثناء تلك المحاولات، ما دفعهم إلى محاولة الالتفاف حول محيط المطار، الذي كانت الحامية قد لغّمته شمالاً وجنوباً بالعبوات الناسفة، ما حال أيضاً دون نجاح العمليات الالتفافية للمسلحين». شارك في مواجهات أمس سلاح الجو والمدفعية على نحو كثيف، فيما توزع المئات من أبناء المحافظة في مساحات واسعة في ريفها الغربي، تحسباً لأي تسلل قد يقوم به المسلحون. بالتوازي بثّ التلفزيون السوري أمس نبأ «التحاق العشرات من أبناء محافظة السويداء بالجيش والدفاع الوطني». ويقول مصدر عسكري لـ«الأخبار»: «في الوقت الحالي ينصب التعويل في الحفاظ على مطار الثعلة، الذي يعد أحدى البوابات الغربية لمحافظة السويداء، على عناصر الحامية وأبناء المحافظة إلى حين استكمال عملية تدعيم الحدود الغربية للسويداء، التي تتطلب وقتاً بطبيعة الحال». إلى ذلك، استهدف الجيش تجمعاً لمسلحي «داعش» في منطقة آبار الرشيد، شرقي السويداء، ما أدى إلى مقتل عدد منهم وإصابة آخرين، بالإضافة إلى تدمير العديد من الآليات التي كانت بحوزتهم.
وفي محافظة درعا، تمكن الجيش من السيطرة أمس على 16 مجمعاً سكنياً غربي بناء السيرياتيل في درعا البلد، بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي «جبهة النصرة» و«حركة المثنى». كذلك استهدف الجيش مواقع للمسلحين غربي بلدة عتمان، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من المسلحين، فيما استهدف الطيران الحربي نقاطاً للمسلحين في نوى وبلدتي بصرالحرير والجيزة وقرية كحيل في ريف المحافظة. في موازاة ذلك، تجددت الاشتباكات بين «لواء شهداء اليرموك» و«جبهة النصرة» وأدت إلى مقتل عدد من مسلحي الطرفين.
وفي الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق، أصدرت «القيادة العسكرية الموحدة للغوطة»، التي يتزعمها «جيش الإسلام»، بياناً يدعو «جبهة النصرة» إلى الانضمام إلى القيادة «والتزامها ما جرى التوافق عليه بين الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية». وأوضح البيان أن «جيش الفتح هو غرفة عمليات مهمتها التنسيق العسكري بين الفصائل المقاتلة على الأرض». كذلك طالب البيان «جبهة النصرة» بـ«حل مجالسها القضائية» و«الانضمام إلى المجلس القضائي الموحد». وفي موازاة ذلك، أعلنت مجموعة من الفصائل المسلحة في القلمون الشرقي تشكيل «جيش الفتح» كـ«جيش واحد تنصهر فيه الرايات، وتنبذ الخلافات والعصبيات»، هدفه «إقامة شرع الله، ومحاربة الأسد ومن والاه». وجاء البيان موقعاً باسم «جيش تحرير الشام» الذي يضم 7 مجموعات مسلحة، و«رجال الملاحم» الذي يضم 6 مجموعات، إضافة إلى «جبهة النصرة». إلى ذلك، دارت يوم أمس اشتباكات عنيفة بين الجيش ومسلحي «فيلق الرحمن» في جوبر، شرقي العاصمة، أدت إلى مقتل وجرح عدد من المسلحين. فيما تمكنت مدفعية الجيش من إلحاق إصابات محكمة في صفوف مسلحي «جبهة النصرة» في الزبداني، في الريف الشمالي الغربي لدمشق.
وفي حلب، شمالاً، تواصلت الاشتباكات بين «داعش» و«الجبهة الشامية»، في بلدة البل في ريف حلب الشمالي، وأدت تلك المواجهات إلى سيطرة «الجبهة الشامية» على القرية، وإلى مقتل العديد من مسلحي الطرفين، من بينهم مهند السندة المسؤول العسكري في «كتائب ثوار الشام»، فيما لا تزال المواجهات مستمرة بين الطرفين في كل من قرية التقلي وأم القرى وعلى جبهة صوران اعزاز. في موازاة ذلك، تستمر المواجهات بين الجيش السوري و«داعش» في محيط مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي، تزامناً مع غارات لسلاح الجو على مواقع التنظيم في محيط المطار. كذلك دارت اشتباكات بين الجيش والمسلحين في حي كرم الطراب وجمعية الزهراء، غربي مدينة حلب، والسويقة والسبع بحرات في منطقة حلب القديمة، بينما سقطت العديد من القذائف الصاروخة على شارع النيل وحي تشرين أدت إلى إصابة عدد من المدنيين.
وفي إدلب قتل أحمد الدرويش أحد زعماء المسلحين في منطقة كفر عويد إثر استهداف الجيش لمواقعهم يوم أمس، فيما سيطرت وحدات الحماية الكردية على قرى صخرة وأباد وزوري وزعزو و6 مزارع شمال - شرق بلدة سلوك، في ريف الرقة الشمالي، إثر اشتباكات مع تنظيم «داعش» أوقعت قتلى وجرحى من الطرفين.