أصدرت القوى والفصائل والشخصيات الفلسطينية المجتمعة في موسكو، أمس، بياناً بعد انتهاء اجتماعاتها للبحث في «سبل إنهاء الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس». بيان موسكو الأخير هو نسخة طبق الأصل عن بيان بيروت الذي أصدرته الفصائل نفسها بعد انتهاء اجتماعات «اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني».
في المضمون، كرّر المجتمعون في روسيا ما قالوه في لبنان، لجهة العمل على إنهاء الانقسام الفلسطيني والمطالبة بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، خاصة أنهم يعلمون أنه لن يتغير في المدى المنظور أي شيء، وأنه لن ينتهي الانقسام بين «فتح» و«حماس» عمّا قريب، وكذلك الحال بالنسبة إلى مطلب الدولة على حدود 67، رغم أنه بند مستغرب على عدد من الفصائل الأخرى من غير التنظيمين الكبيرين.
رغم ذلك، نقلت وكالة «الأنباء الفرنسية» عن القيادي في فتح عزام الأحمد، قوله: «اتفقنا على أن نتوجه إلى الرئيس ابو مازن (محمود عباس) خلال الساعات الـ48 القادمة حتى يبدأ مشاوراته لتشكيل حكومة وحدة وطنية». ويفترض وفق ما اتفق عليه في بيروت، ثم موسكو، أن يعقد بعد تشكيل هذه الحكومة اجتماع لـ«المجلس الوطني» ثم تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية. وأضاف الأحمد: «النوايا صارت أفضل بين كل الفلسطينيين من أي مرحلة مضت».

عباس يهاجم «حماس»: لا كهرباء قبل تصحيح الوضع

وبينما كانت الأجواء بين ممثلي أكبر فصيلين فلسطينيين حميمية في روسيا، خاصة أن الابتسامة لم تغب عن كل الصور التي التقطت للأحمد ولعضو «المكتب السياسي لحماس» موسى أبو مرزوق، تواصل التراشق الإعلامي والكلامي بين الحركتين في فلسطين، بنحو لا يوحي بأن المصالحة وإنهاء الانقسام وما أعلن في موسكو وقبله في بيروت له انعكاس قريب على أرض الواقع.
أمس، بعد يوم واحد من مؤتمر لرئيس حكومة التوافق، رامي الحمدالله، ومؤتمر مقابل لـ«حماس»، هاجم عبّاس، الحركة في غزة، قائلاً إن عليها «مواجهة الشعب قبل أن نقدم حلاً لأزمة الكهرباء، فهناك الكثير من الأخطاء والخطايا تجري في هذا الموضوع، سواء في ما يتعلق بالنفط أو بتوزيع الكهرباء أو جمع الاشتراكات». وأضاف: «عندما تصحح (حماس) كل الأمور، نحن جاهزون لأن نبذل كل ما نستطيع حتى نوفر الكهرباء».
وخلال جلسة للحكومة أمس، قال رئيس السلطة: «لا بد من إصلاح الأمور جذرياً، بحيث تصل الكهرباء إلى أهلها، ونحن مستعدون لبذل كل جهد ممكن للنهوض بقطاع الكهرباء، أما أن تبقى تحت السرقة والنهب من حماس، فهذا أمر غير مقبول».
في المقابل، سارع إلى الردّ المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم، قائلاً إن «تصريحات الرئيس محمود عباس حول أزمة الكهرباء في غزة دليل تأكيد على دوره في افتعال أزمة الكهرباء والتضييق على أهلنا في القطاع والتحريض على حركة حماس». ورأى أن هذه التصريحات تكشف «نياته الواضحة لعرقلة مساعي وجهود الجميع لحل الأزمة وإنهاء معاناة سكان غزة».
في سياق آخر، جدّد عباس قوله إن نقل السفارة الأميركية إلى القدس «يعطل عملية السلام، وهو ليس استفزازياً فقط، بل أكثر من استفزازي وسيسيء إلى عملية السلام ككل». ووجه رسالة إلى ترامب، قال فيها: «نتمنى ألا ينقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، لأن القدس من وجهة نظر إسرائيل مدينة موحدة، وهذا غير صحيح وغير قانوني، وبالتالي نقل السفارة يعطل أي تقدم في المستقبل، وبالتالي يعطل عملية السلام... نتمنى أن يوقف نقل السفارة، وأن تبدأ المفاوضات على أساس القرارات الدولية وقرار مجلس الأمن 2334».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد المواطن نضال داوود مهداوي (٤٤ عاماً)، من قرية شويكة شمال طولكرم، بعد إطلاق جنود العدو النار عليه على «حاجز ١٠٤» بادعاء محاولته تنفيذ عملية طعن. وقالت المتحدثة العسكرية الإسرائيلية إن «فلسطينياً حاول طعن جندي عند نقطة تفتيش... رداً على التهديد الوشيك أطلقت قوات النار باتجاه المهاجم، ما أدى إلى مقتله».
(الأخبار)