كشف موقع «الحشد الشعبي» أمس، عن لقاء جمع نائب رئيس «هيئة الحشد» أبو مهدي المهندس، بزعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، في مدينة النجف الأشرف قبل يومين. وشملت زيارة المهندس للوسط العراقي، مدينة كربلاء، حيث بحث مع مسؤوليها الأمنيين «توحيد الجهود الأمنية لمنع أي خرق في كربلاء والنجف»، مؤكّداً «ضرورة إكمال السواتر الترابية لحدود المدينتين... وتشكيل فوجين من الحشد الشعبي للإمساك ببادية النجف، إلى جانب القوى الأمنية الموجودة فيها».
وحلّ المهندس ضيفاً على الصدر في منزله، وناقشا «الوضع الأمني، وآخر مستجدات عمليات الموصل»، فيما أشاد الأخير بـ«الجهود العسكرية والإنسانية للحشد في قتاله الإرهاب»، وفق موقع «الحشد»، الذي لفت أيضاً إلى أن الاجتماع حضره مستشار هيئة «الحشد» سامي المسعودي، والقائد العام لـ«سرايا السلام» (الذراع العسكرية للتيار الصدري) كاظم العيساوي.
وتروي مصادر أن علاقةً طيّبة تجمع المهندس بالتيار الصدري وقيادييه، خاصة أنّ «جذورها تعود إلى ما قبل الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، إذ يرجع الفضل إلى المهندس في تأسيس جيش المهدي (المسمّى السابق لسرايا السلام)... ومع إعلان الصدر للانتفاضة الثانية (عام 2004 على الاحتلال الأميركي في النجف)، كان للمهندس دور وساطة أدّى إلى حقن دماء العديدين». وفور انتهاء تلك الأحداث، عاد المهندس «إلى الإشراف على تدريب جيش المهدي، ومدّه بالإمكانات والتمويل اللازمين». برغم ذلك، فإنّ قيادات «التيار الصدري» ترى أنّ «الحشد» تمكّن من «سحب البساط من تحت أقدام التيار»، مكتسباً شعبيّة تفوق شعبيتهم، «ما أدّى إلى فجوة كبيرة بين الحشد والصدر».
وعن الزيارة الأخيرة، تشرح المصادر أنّ المهندس كان في «زيارة دورية» للنجف للقاء المرجعيات الدينية، وتلقّى هناك دعوة من الصدر، فعمد إلى تلبيتها بهدف «كسر الجليد بين الحشد والتيار الصدري (سرايا السلام)، ولطمأنتهم إلى عدم نيته الدخول في اللعبة السياسية، ولا حتى لوجود أي مشروع سياسي لديه»، وبالتالي فإن «شائعات المنافسة بين التيار الصدري والحشد»، التي تروّج لها القاعدة الشعبية الصدريّة «لا أساس لها من الصحة».
وفيما قيل إنّ الصدر طلب زيادة «عديد سرايا السلام ضمن الحشد للمشاركة في عمليات نينوى، بعكس المواقف السابقة»، فإنّ اللقاء الأخير طرح جملة أسئلة، إذ باتت «اللقاءات المفاجئة» تُشكّل في الساحة العراقية مادة ترتبط مباشرةً بالاستحقاق الانتخابي المرتقب بعد نحو عام. وتشير المصادر إلى أن «الصدر أراد من اللقاء استمالة المهندس إلى صفّه، لما للأخير من قاعدةٍ شعبية كُبرى توازي قاعدة عددٍ من التيارات والقوى السياسية، ما يضمن له رصيداً جماهيرياً يعزز من حضوره في البرلمان العراقي المقبل». وتقول المصادر إنّ «الصدر لم يتمكّن من تحقيق مبتغاه لسببين، أهمهما وضوح المهندس ورفضه الدخول في العملية السياسية»، فيما تلفت مصادر سياسية رفيعة إلى أنّ «الأمر غير مطروح أصلاً، لأنّ من الطبيعي أن يكون المهندس قريباً من رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي».