صنعاء | برغم التعويل على «مؤتمر جنيف» المرتقب في منتصف الشهر الحالي لوقف العدوان السعودي على اليمن وإطلاق عملية سياسية، بدأ سقف التوقعات بشأنه بالهبوط شيئاً فشيئاً، بناءً على بعض المواقف الدولية، ففيما تستثني المفاوضات التي ستشهدها المدينة السويسرية بين الأطراف اليمنية، بعض القوى السياسية من الدعوة للمشاركة، تتجه واشنطن إلى «تطويق» المؤتمر بما يشبه بوادر شروط أميركية سعودية، يقابلها تحديد روسي لما يُرجى من هذا المؤتمر، وحصره بطلب هدنٍ انسانية طويلة، كمنطلق لوقف دائم للحرب.
ورحبت واشنطن باعلان عقد محادثات بقيادة الأمم المتحدة بين الاطراف اليمنية في مدينة جنيف السويسرية في 14 من الشهر الجاري، في وقتٍ أكدت فيه حق السعودية في الدفاع عن أراضيها في وجه حركة «أنصار الله». وعبّر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، جون كيربي، عن دعم بلاده لدعوة مجلس الأمن «جميع الأطراف في اليمن لحضور تلك المحادثات بحسن نية ومن دون شروط مسبقة».
أطلق الجيش و«اللجان الشعبية» 40 صاروخا على مواقع سعودية في جيزان

ودعا الى أن تصب المحادثات الى جانب مبادرات دول مجلس التعاون الخليجي ونتائج الحوار اليمني وقرارات مجلس الأمن المعنية للوصول الى حل سياسي للأزمة اليمنية.
وطالب كيربي بأن يكون التوصل الى اتفاق بوقف اطلاق النار «وسحب القوات العسكرية من المدن اليمنية» أولوية للمشاركين في تلك المحادثات.
وفي السياق نفسه، استنكر المتحدث الهجوم الصاروخي التي تعرضت له السعودية في السادس من الشهر الجاري، وكذلك الهجمات الأخرى التي تعرضت لها الأراضي السعودية من قبل الجيش و»اللجان الشعبية»، رداً على القصف السعودي المدفعي للقرى اليمنية الحدودية.
في السياق نفسه، أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة، أحمد فوزي، أن الأمين العام، بان كي مون سيشارك في اجتماعات جنيف الرامية إلى وقف الصراع في البلاد. وقال فوزي خلال مؤتمر صحافي أن اللقاءات التي ستُعقد في 14 من الشهر الحالي، «ستكون على مستوى منخفض، حيث ستنتهي في الـ17 من الشهر نفسه».
في هذه الأثناء، أعلنت روسيا أنها تدعم مبادرة الأمم المتحدة لإجراء محادثات جنيف بمشاركة جميع القوى اليمنية «من دون شروط». وعبرت وزارة الخارجية الروسية أمس، عن أملها في أن يفتح لقاء جنيف المجال أمام إطلاق حوار شامل يقوده اليمنيون أنفسهم، بهدف التوصل إلى تسوية مستدامة في هذه الدولة، لافتةً إلى أن الهدف الأساسي من المشاورات في جنيف، «هو وضع تدابير عاجلة من أجل إعلان هُدن إنسانية طويلة الأمد في الأعمال القتالية في المرحلة الأولى قبل إيقاف النزاع المسلح الدموي في اليمن بأسرع ما يمكن لاحقاً».
وفي إطار المواقف من دعوة الامم المتحدة إلى عقد مؤتمر جنيف منتصف الشهر الجاري، رحب المتحدث الرسمي لـ «المؤتمر الشعبي العام» بعقد المؤتمر»من دون شروط مسبقة» لأي منها وبحسن نية، مشيرا الى أن الحزب الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح لم يتلق دعوة رسمية إلى المؤتمر، ومؤكداً أن بعض التفاصيل ما زالت محل بحث وتشاور مع المبعوث الدولي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ بما يكفل التهيئة لإنجاح اللقاء التشاوري.
وفيما يبدو التوجه إلى جنيف جدّيا هذه المرة، يفتقد بحث موضوع الهدنة وايقاف العدوان الجدّية والاهتمام الدوليين نفسيهما. وعبر مصدر في «اللجنة الثورية العليا» عن عدم استغرابه رفض دول العدوان على لسان متحدثها (أحمد عسيري) الهدنة التي دعت إليها ‏الأمم ‏المتحدة»، مؤكداً أن الهدنة السابقة خرقها التحالف «والأيدي الاستخبارية التابعة له بما يزيد عن ‏‏270 ‏خرقاً، وقد جرى توثيق ذلك وعرضه في وسائل الإعلام المختلفة».
في هذا الوقت، تتواصل المواجهات على الحدود اليمنية السعودية بين القوات اليمنية والقوات السعودية. وبثت قناة «المسيرة» اليمنية، مشاهد ميدانية لاقتحام قوات الجيش و»اللجان الشعبية» لموقع الشرفة السعودي.
وفي السياق نفسه، ‏قال مصدر في «الاعلام الحربي» لـ «الأخبار»، إن القوات اليمنية تمكنت من تدمير دبابة وإعطاب أخرى بقصف استهدف موقع العمود العسكري السعودي طوال ساعات الصباح أمس، مؤكداً أن الجيش و»اللجان الشعبية» قصفوا عدداً من المواقع العسكرية السعودية في جيزان بـ 40 صاروخاً وبعشرات القذائف ‏المدفعية الثقيلة.
‏وعلى الجبهات الداخلية، تمكن الجيش و»اللجان الشعبية» أمس، من السيطرة على العقبة الواقعة بين الشعف والحجفل في محافظة الجوف الحدودية، وهو ما دفع الطائرات السعودية لشنّ غارات على المناطق المحررة في الجوف على نحو هيستيري. وفي وقتٍ كان فيه الجيش و»اللجان» يخوضون معارك مع عناصر من «الحراك الجنوبي» وآخرين من «القاعدة» في الضالع وصفت بـ «الأعنف» منذ بدئها، شنت طائرات العدوان قصفاً على مواقع الموالين لهادي. وأكدت مصادر محلية سقوط عدد كبير في صفوفهم، وكانت بعض قنوات العدوان قد قالت إن ذلك القصف استهدف «معسكراً تابعاً للحوثيين». وفي مأرب، شنّت طائرات العدوان غارات على منطقة الأشراف، بالإضافة إلى غارتين استهدفتا سد مأرب الأثري للمرة الثانية.