حذر رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، من الخطر الذي تشكله إيران التي وصفها بأنها تتطور بسرعة كبيرة في الصناعات العسكرية، قائلاً خلال مؤتمر هرتسيليا الذي كان ثالث أيامه أمس، إن «لدى إيران 50 ألف شخص يعملون في الصناعات العسكرية وينتجون أسلحة متطورة ودقيقة تتحول إلى مشكلة: غواصات وأقمار اصطناعية... وكل أنواع الأسلحة».وذكر نتنياهو، أن وتيرة عمل الجمهورية الإسلامية في هذا المجال سريعة جداً، لكنه لفت إلى أنها تحتاج إلى الأموال، «ولا يوجد لديهم ما يكفي منها»، ثم شكل هذا الشرح مدخلاً لانتقاد الاتفاق النووي، فقال نتنياهو إن الاتفاق مع إيران «سيمنحها الكثير من المال، فصندوقها سيمتلئ بعشرات وربما بمئات المليارات الدولارات التي ستغذي بها نشاطاتها العدوانية».

في الموضوع الفلسطيني، ادعى رئيس وزراء العدو أنه «ملتزم بحل الدولتين»، وأضاف أنه غير معني بحل الدولة الواحدة، لكن يريد من الفلسطينيين أن يعترفوا بالدولة اليهودية. وتابع: «يتوقع الفلسطينيون منا أن نعترف بدولتهم لكنهم لن يعترفوا بنا كدولة يهودية». وأوضح أنه يضع هذه الشروط ليس للدخول في المفاوضات، بل «لنتيجة ناجحة لها»، واعتبر أن المسألة المركزية هي «كيف ننجح في ضمان ألا يتكرر ما حدث في لبنان وغزة، أي إذا ما انسحبنا من الضفة الغربية». واستطرد: «المشكلة في غزة ليست في عمليات تهريب السلاح، بل في إنتاجه هناك. ويكفي لذلك تهريب عدد من المهندسين والمعادن والحاويات وأنت تنتج انابيب، مع توجيه دقيق».
موقف مشابه بشأن عملية التسوية كرره وزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعلون الذي عرض تقديراته من عملية التسوية مع السلطة الفلسطينية، مستبعداً إمكان التوصل إلى اتفاق سلام طوال حياته. وقال رداً على موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي توقع أنه لن تُجرى التسوية في ما بقي من حكمه في البيت الأبيض، إنه لا يتوقع اتفاقية مستقرة في حياته، مضيفاً: «أنوي أن أعيش لمدة أطول».
وكما هو الخطاب الرسمي لحكومة نتنياهو، ألقى يعلون، خلال المؤتمر نفسه، مسؤولية تعثر عملية التسوية على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، متهماً إياه بأنه «أغلق الباب مرتين في وجه (وزير الخارجية الأميركي) جون كيري، ولا يزال يوجه ادعاءات ضدنا من الداخل والخارج». بل تجاوز الوزير بنفسه رد فعل الإدارة الأميركية على وصفه كيري بأنه «مسياني ومهووس»، على خلفية محاولاته دفع المفاوضات.
وبرغم حجم التنازلات التي قدمتها السلطة في المفاوضات، فقد اتهم يعلون الفلسطينيين بأنهم رفضوا اتفاقات «الأرض مقابل السلام» طوال 15 عاما على الأقل، مؤكدا في الوقت نفسه أن إيران متورطة في كل نزاع في الشرق الأوسط، كما ادعى أن إسرائيل «تمتنع عن التدخل في القتال الداخلي بين النظام والمتمردين في سوريا»! مع ذلك، أكد وزير الأمن أن إسرائيل لا تتدخل في ما يحدث في المنطقة لكنها وضعت خطوطا حمرا، مستدركا: «كل من يعمل في سوريا ولبنان وغزة وسيناء يعرف هذه الخطوط، والعصا والردع قويان»، لافتا إلى أن «جبهة النصرة في مرتفعات الجولان يطهرون المنطقة من عناصر داعش».
وبشأن مستقبل الوضع في الشرق الأوسط، رأى يعلون أن «الأمر الأكثر استقرارا اليوم هو عدم الاستقرار، وهي (حالة) سترافقه أو تميزه طوال السنوات المقبلة، بل لا أستطيع التقدير إلى متى»، ثم وصف الواقع الإقليمي بالقول إن المسألة تتعلق «بظاهرة تاريخية من تفكك الدولة القومية، والتحدي الأساسي لدولة إسرائيل تكمن في متابعة التغييرات، والتكيف وتوفير رد أمني».
وفي ما يخص العلاقات بواشنطن، تطرق إلى أن المنظومة الأمنية لم تتضرر نتيجة عدم التوافق مع الولايات المتحدة. مضيفا: «لا شك أن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة ينبغي أن تكون جزءا من أمننا القومي».
في المؤتمر نفسه، دعا نائب رئيس الوزراء، سيلفان شالوم، الفلسطينيين، إلى العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل دون شروط مسبقة، وقال إنهم إذا كانوا جادين «فسيجدون شريكا حقيقيا لعملية السلام». ودعا شالوم أيضا إلى عقد مؤتمر أمني وسياسي واقتصادي بمشاركة الفلسطينيين والدول العربية «المعتدلة» من أجل دفع المفاوضات وتحسين الأوضاع في المنطقة، فيما رأى أن فرض المقاطعة على إسرائيل لن يؤدي إلا إلى تعميق الخلافات بين الجانبين والمس بالمفاوضات السياسية.
في سياق آخر، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية (سي. آي. إيه) جون بيرنان، وصل الأسبوع الماضي في زيارة سرية إلى إسرائيل، تناول خلالها الاتفاق النووي الذي يجري العمل عليه بين إيران والسداسية الدولية، وأيضا «التورط الإيراني في الإرهاب والتآمر في الشرق الأوسط».
يأتي توقيت هذه الزيارة قبل نهاية الشهر الجاري، الموعد المفترض أن يكون نهاية المدة المطروحة للتوصل إلى اتفاق نووي، إذ نقلت الصحيفة عن اثنين من كبار الموظفين في إسرائيل، من دون الكشف عن هويتيهما بسبب سرية الزيارة، أن بيرنان «حل ضيفا على رئيس الموساد تامير باردو، ولكنه أجرى لقاءات مع مسؤولين كبار آخرين في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، من بينهم رئيس الاستخبارات العسكرية، اللواء هرتسي هليفي»، كما التقى رئيس الاستخبارات الأميركية بنيامين نتنياهو ومستشاره للأمن القومي يوسي كوهين، ولكن الصحيفة الإسرائيلية لفتت إلى أنه من غير الواضح هل نقل بيرنان نقل رسالة سرية من باراك أوباما إلى نتنياهو بخصوص الاتفاق النووي مع إيران. مع ذلك، فإن «هآرتس» ذكرت أن متحدثا باسم «سي آي إيه» رفض التطرق إلى الزيارة وموضوعها.

تطابق مصالح بين إسرائيل والسعودية

بعدما انتقلت الاتصالات بين السعودية وإسرائيل إلى مرحلة اللقاءات العلنية، رأى السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، رون بروس أور، خلال كلمة في مؤتمر هرتسيلياه، أنه توجد نافذة فرص في العالم العربي «يتعين علينا أن نستغلها... علينا استغلال الأحداث في الشرق الاوسط لمصلحتنا»، مشيرا إلى وجود تطابق بين المصالح السعودية والإسرائيلية.
وتطرق بروساور إلى حملة المقاطعة الدولية لإسرائيل، قائلا إنه «توجد في الأمم المتحدة عملية نزع إنسانية وشرعية لإسرائيل... إنهم يمارسون في الأمم المتحدة إرهابا سياسيا يوميا ضد إسرائيل. وهذه الظاهرة مختلفة عن الأمور التي اعتدنا رؤيتها في الماضي».

الأمم المتحدة تبرئ إسرائيل من قتل مئات الأطفال الفلسطينيين!

وجهت الأمم المتحدة رسالة إضافية أثبتت فيها مرة أخرى أنه لا رهان على المؤسسات الدولية لانتزاع حد أدنى من حقوق الشعب الفلسطيني. ففي خطوة استثنائية تنطوي على الكثير من الأبعاد والخلفيات، امتنع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عن إدراج إسرائيل على القائمة السوداء للدول والمنظمات التي تنتهك حقوق الأطفال خلال النزاعات المسلحة.
يأتي ذلك برغم قتل وجرح الجيش الإسرائيلي مئات الأطفال الفلسطينيين، خلال عدوانه الأخير على غزة. وتعقيبا على هذا القرار، رأت الخارجية الإسرائيلية أن إسرائيل لم تكن مطلقا جزءا من هذه القائمة، وبررت قتل الأطفال الفلسطينيين بالقول إن إسرائيل كانت تدافع عن نفسها، مع الإشارة إلى أن عدد القتلى الإسرائيليين خلال الحرب على القطاع من المدنيين لم يتجاوز الخمسة، مقابل نحو 2200 شهيد فلسطيني مدني.
(الأخبار)