أنهى التحالف السعودي الهدنة التي بدأت يوم الخميس الماضي، رافضاً تمديدها، على الرغم من إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، تمديدها 48 ساعة إضافية. وهي المرة الثانية التي يختلف فيها الطرفان حول القضية نفسها، إذ إن «التحالف» رفض الشق المتعلق بوقف الأعمال القتالية بشكلٍ شامل الذي ورد في تصريحات كيري مطلع الأسبوع الماضي من العاصمة العُمانية مسقط.
تجددت الغارات على اليمن والعمليات العسكرية في الداخل السعودي
وتأكد انتهاء الهدنة مع استئناف «التحالف» عملياته الجوية بوتيرتها السابقة، في وقت برز فيه تطورٌ ميداني مهم، يعزز المعلومات التي أشارت إلى مخطط سعودي يرمي إلى إحراز تقدمٍ ميداني كبير على أكثر من جبهة، قبل القبول بالانتقال إلى المفاوضات ووقف إطلاق النار. فالقوات الموالية للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، تستعد لشنّ عملية عسكرية وُصفت بـ«الضخمة» في جبهة باب المندب على البحر الأحمر، من دون تحديد موعد انطلاقة هذه العملية التي ستشمل الساحل الغربي لمحافظة تعز، والذي يسيطر عليه الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» منذ آذار 2015. وكان «التحالف» قد أرسل، يوم السبت الماضي، عدداً من الآليات العسكرية، بينها مدافع ودبابات وعربات مصفحة، فيها المئات من الجنود، إلى جبهة باب المندب ويشرف عليها ضباط إماراتيون.
ونقلت وكالة «الأناضول» عن مصدر عسكري في قوات هادي أن «قيادات عسكرية رفيعة» زارت السبت أيضاً، منطقة كهبوب في باب المندب في إطار الترتيب للهجوم العسكري المرتقب. ولفت المصدر إلى أن قائد المنطقة العسكرية الرابعة الموالي لهادي، أحمد سيف اليافعي، وقائد لواء زايد الأول، عبد الغني الصبيحي، وقائد اللواء الثالث حزم، عمر سعيد الصبيحي وقادة آخرين موالين لـ«التحالف»، قد وصلوا السبت إلى منطقة كهبوب الاستراتيجية. وأشار إلى أن المئات من الجنود المدربين على أيدي ضباط إماراتيين، ستشارك في المعركة المرتقبة، «لتأمين مضيق باب المندب الواقع على طريق التجارة العالمية».
ويوم أمس، قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إن جميع الأطراف في اليمن «التزمت تجديد وقف الأعمال العدائية لفترة أولية قدرها 48 ساعة». إلا أن تصريحات كيري تزامنت مع إعلان المتحدث باسم التحالف السعودي، أحمد عسيري، انتهاء الهدنة وعدم تمديدها لانتفاء شروط التمديد.
وطالب كيري، في بيان نشره الحساب العربي الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية، عبر موقع «تويتر»، كل الأطراف بالتزام وقف الأعمال العدائية الذي سيسمح بتوصيل الإغاثة الإنسانية وسيساعد على استئناف مباحثات السلام.
وأشار كيري إلى أن «الولايات المتحدة تقف بجوار شعب اليمن، وتدعم بشدة جهود مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ للوصول إلى اتفاق شامل باستخدام خريطة الطريق أساساً للحوار»، مضيفاً أنه يدرك أن الوصول إلى حلّ مستقر ودائم «يتطلب تنازلات»، وشجع كل الأطراف «على السعي إلى حل وسط يركز على مصالح بلدهم ومستقبل أفضل لشعب اليمن».
وقد استأنفت طائرات التحالف السعودي غاراتها على صنعاء ومناطق أخرى، أبرزها صعدة وحجة على الحدود. كذلك، تجددت العمليات العسكرية في الداخل السعودي، حيث شهدت نجران صواريخ «كاتيوشا» على تجمعات الجيش السعودي في المطار القديم وموقعي أبو همدان والسديس ومعسكر الصار. وفي عسير، استهدف الجيش و«اللجان الشعبية» موقع المسيال محققين إصابات مباشرة في صفوف الجنود السعوديين.
وعلى صعيد آخر، قُتل «المسؤول الشرعي» في تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، جراء غارة جوية نفذتها طائرة من دون طيار يُرجح أنها أميركية، استهدفت محافظة البيضاء وسط اليمن.

(الأخبار)