بينما يتابع الجيش السوري وحلفاؤه اندفاعتهم جنوب غرب مدينة حلب، اتهمت موسكو أمس، الفصائل المسلحة باستخدام مواد كيميائية لقصف مواقع الجيش والأحياء السكنية في المدينة، مطالبة «منظمة حظر الأسلحة الكيميائية» بإرسال لجنة للتحقيق في الموضوع.وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، أن عناصر من المركز العلمي التابع لـ«قوات الحماية النووية والكيميائية والبيولوجية»، وجدوا في جنوب غرب مدينة حلب «عدداً من قذائف المدفعية التي لم تنفجر، والتي تحتوي على مواد كيميائية سامة» كانت قد أطلقت تجاه مواقع القوات السورية والأحياء السكنية في المدينة. وأوضح أن القوات «أخذت عينات من منطقة سقوط تلك القذائف، إضافة إلى عدد من شظايا بعض القذائف التي انفجرت». وكشف تحليل سريع في مختبر متنقل، أن «تلك القذائف احتوت على الكلور والفوسفور الأبيض»، على أن تُنقَل تلك العينات إلى روسيا لتخضع لفحص دقيق في مختبر القوات الروسية المرخّص من قبل «منظمة حظر الأسلحة الكيميائية». وأوضح كوناشينكوف أن وزارة الدفاع الروسية طلبت من «منظمة حظر الأسلحة الكيميائية»، إرسال «لجنة تحقيق إلى منطقة مشروع 1070، جنوب غرب حلب، التي استهدفتها القذائف التي تحوي مواد كيميائية»، مشيراً إلى أن «المركز الروسي للمصالحة» في قاعدة حميميم مستعد لـ«تجهيز كامل الظروف الملائمة، إضافة إلى ضمان أمن خبراء المنظمة، في المنطقة التي استهدفتها القذائف».
وفي الميدان، نقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري قوله إن الجيش وحلفاءه استعادوا السيطرة بشكل كامل على بلدة منيان، وتابعوا تقدمهم نحو أطراف ضاحية الأسد، ومحيط منطقة الراشدين 4. فيما انتقلت الاشتباكات نحو معمل الكرتون ومناشر منيان، وسط تمهيد عنيف لقوات الجيش وحلفائه. وبالتوازي، نقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن مصدر عسكري ديبلوماسي روسي، قوله إن طائرات حاملة «الأميرال كوزنيتسوف» بدأت التحليق في الأجواء السورية «تحضيراً لاستهداف الإرهابيين ومواقعهم هناك». وأوضح المصدر أن «مقاتلات (ميغ29) و(سو33) كثّفت من طلعاتها الدورية في الأيام الأخيرة، وتحلّق في السماء السورية لاستطلاع الأجواء فوق مسرح العمليات وتحديد المهمات القتالية».
إلى ذلك، رأى المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، أن بلاده غير مسؤولة عن الجمود الذي أصاب الاتفاقات حول سوريا، مشيراً إلى أن السبب الحقيقي هو العجز الأميركي بشأن «فصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين». وشدد على أن «أي تسوية سياسية لا يمكنها أن تتحقق قبل حل هذه المشكلة العالقة».
(الأخبار، أ ف ب)