طهران | شدد الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله على أن الحرب السعودية ـ الأميركية على اليمن ستكون عاملاً قوياً جداً في رسم الصورة المستقبلية للمنطقة.وأوضح نصرالله، في خطاب متلفز في لقاء علمائي موسع عقد في مدينة قم الإيرانية نصرة للشعب اليمني، أن «هذه الحرب السعودية ـ الأميركية على اليمن ستكون عاملاً قوياً في رسم الصورة المستقبلية للمنطقة ... إن هذه الحرب يجب أن تعنينا جميعاً، سواء من خلال المنطلقات والمبادئ الدينية والأخلاقية والإنسانية والأخوية، أم من خلال المصير الذي ستواجهه جميع شعوب المنطقة على ضوء نتائح هذه الحرب».

وأكد الأمين العام لحزب الله أن «الشعب اليمني، مع جيشه الباسل ومجاهديه الأبطال في اللجان الشعبية، صامدون بقوة وعازمون على الانتصار وعلى الحاق الهزيمة بالمعتدين، مهما بلغت التضحيات».
ورأى أن «لدى هذا الشعب من الحكمة والوعي والإيمان والعزم والإرادة والفهم، ما يجعله يفهم تماماً حقيقة العدوان، وما يجعله أيضاً يلحق الهزيمة بهذا العدوان».
وقدم نصرالله قراءة حول دور التضليل الإعلامي الذي تمارسة السعودية، موضحاً أن «من مظاهر هذه الحرب التضليل الهائل لشعوب العالم، والتزييف المكشوف للوقائع والحقائق. وقد سخّرت السعودية ومن معها، في سبيل ذلك أضخم ماكينة إعلامية في العالم». وأشار إلى أن السعودية «حولت نظامها الظالم، الغازي، المعتدي، الآثم، المستبد الديكتاتور، إلى مظلوم يدفع الخطر عن نفسه وعن الحرمين الشريفين ويدافع عن شعب اليمن».
وأجرى نصر الله مقاربة للحرب على اليمن، مشيراً إلى أن مشكلة السعودية مع اليمن هي المشكلة نفسها التي تعانيها الرياض مع طهران، لافتاً إلى أن «السعودية لا تستطيع أن تتحمل في جوارها دولة (كإيران) لديها هذه المميزات، دولة يختار شعبها قادته بملء إرادتهم وحريتهم عبر الانتخابات المباشرة وغير المباشرة... ودولة لا تحكمها عائلة تتوارث الملك، وتسيطر على المواقع الأساسية في الدولة... مشكلة السعودية مع إيران هي هذه».
وبيّن نصرالله عدم تقبل العقل السعودي أن يقوم الشعب اليمني بتقرير مصيره بعيداً عن الوصاية السعودية والأميركية.
ورأى نصر الله أن «ما يحتاجه اليمن وشعبه اليوم، هو الدعم الصادق بكل أشكاله وأنواعه، فهو بحاجة إلى قول الحقيقة للعالم، عما يجري من عدوان بسبب التضليل الإعلامي الهائل»، مشدداً على أن «الشعب اليمني بحاجة إلى الدعم السياسي والدبلوماسي في الساحة الدولية، حتى لا تفرض عليه حلول لا تنسجم مع مصالحه وتضحياته الجسام».
واستقبل التجمع العلمائي ضيفاً من خارج الإطار الديني، فكانت كلمة لنائب قائد الحرس الثوري الإيراني، العميد حسين سلامي، الذي رأى أن الحرب السعودية على اليمن هي «أغبى حرب في التاريخ»، موضحاً أن ما تقوم به أميركا من إشعال للحروب في المنطقة يأتي نتيجة للخوف الكامن لدى القوى الاستكبارية من صحوة الشعوب الاسلامية واستقلاليتها.
وكشف سلامي بعض مجريات المعارك في اليمن، موضحاً أن «المعركة اليوم انتقلت إلى الأراضي السعودية، فالرياض التي تشن الحرب جواً وبحراً سقط لها حتى اليوم أربعمئة جندي وسط تكتم كبير من قبل السلطات السعودية على الخسائر البشرية». وأشار سلامي إلى خوف الجندي السعودي من المواجهة، كاشفاً أن اقتحام اليمنيين لأحد المراكز العسكرية الحدودية السعودية، أدى لاغتنام حوالي ثلاثين دبابة عسكرية وسط فرار الجنود من مراكزهم.
كلام نائب الحرس الثوري في المناسبة حمل دلالات عن المتابعة الإيرانية المكثفة والدقيقة لمجريات التطورات الميدانية في اليمن.