القاهرة | لم يمر العام الأول للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، دون إجراء حركة تغييرات في الجيش والأجهزة الأمنية جاءت مرتبطة بتطورات الأوضاع خاصة في سيناء، ولكن المؤكد أن السيسي حرص على إبقاء عينه داخل الجيش عبر نسيبه ورئيس الأركان الفريق محمود حجازي، في ظل بقاء وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي في منصبه لمدة عشر سنوات بحكم الدستور. وصحيح أن جزء من التغييرات الجوهرية صدرت بتوقيع صبحي، ومع ذلك فإنها جاءت بموافقة السيسي ومباركته، الذي يولي أهمية كبيرة للمؤسسة العسكرية والتواصل مع قيادتها يومياً.
وبموجب الدستور، فإن منصب وزير الدفاع محصن ضد العزل لمدة عشر سنوات، إذ لا تجوز إقالته إلا بموافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة كاملاً، في الوقت الذي أُبقي فيه على حجازي رئيساً للأركان، وهو «نسيب» السيسي وعينه داخل القيادة العامة للقوات المسلحة.
وطوال عام، جرت تغييرات عديدة على مستوى قيادة الجيش شملت عدة قرارات استثنائية اتُّخذت بعد تصاعد عمليات «أنصار بيت المقدس ــ ولاية سيناء»، في شمال سيناء، من بينها توحيد «جبهة القناة» من الجيشين الثاني والثالث الميداني تحت قيادة اللواء أسامة عسكر ــ قائد الجيش الثالث الميداني ــ الذي رُقِّي إلي رتبة فريق، فيما جاء نقل قائد الجيش الثاني اللواء أحمد وصفي إلى إدارة التدريب ليكون «العقاب القاسي» للرجل الذي شهدت سيناء في عهده أسوأ انتهاكات عسكرية تجاه المدنيين، علماً بأن قرار توحيد الجبهة العسكرية لم يتخذ من لحظة حرب 1973 لتحرير سيناء.
التغييرات الروتينية في الجيش التي اعتمدها السيسي شملت أيضاً قائد القوات البحرية اللواء أسامة الجندي، الذي عين نائباً لرئيس «هيئة قناة السويس»، فيما عين قائد الجيش الثاني اللواء محمد الشحات مديراً للمخابرات الحربية، علماً بأن تغيير مدير المخابرات جاء على خلفية التسريبات الصوتية والمصورة التي خرجت من المؤسسة العسكرية في عهد اللواء صلاح البدري، الذي عين مساعداً لوزير الدفاع، وهو منصب شرفي ليس له أي صلاحيات.
مفاجأة السيسي اللافتة تمثلت في إطاحة رئيس المخابرات العامة اللواء فريد التهامي نهاية العام الماضي بصورة مفاجئة. فبرغم أن التهامي من الشخصيات المحسوبة على نظام حسني مبارك، وهناك عشرات التساؤلات حول توليه المنصب، فإن مغادرته أيضاً شابهت الطريقة التي تولى بها المنصب، وفي الوقت نفسه عُين اللواء خالد فوزي مديراً للمخابرات العامة.
والتهامي، وهو «أستاذ السيسي في القوات المسلحة»، تردد أن سبب استبعاده كان التسريبات التي خرجت من مكتب الرئيس للقنوات التابعة لجماعة «الإخوان المسلمين»، بالإضافة إلى «تقاعسه» في عدد من الملفات الخارجية، فيما أظهر المدير الجديد للمخابرات مرافقة للرئيس في التحركات كلها تقريباً، على عكس التهامي الذي لم يظهر كثيراً.
وطوال عام من حكم السيسي، جرت على الصعيد الخارجي بشأن العسكر زيارات مهمة، منها إلى روسيا والإمارات، بالإضافة إلى إسناد مهمة التنسيق بين الجيوش العربية لإنشاء «القوة العربية المشتركة» إلى الجانب المصري.