يعمل الأميركيون على إدارة عملياتهم العسكرية في سوريا عبر موازنة دعمهم لمروحة متنوعة من القوى التي تتباين أهدافها وأجنداتها إلى حدّ العداء. ففي وقت تغاضوا فيه عن القصف التركي لمواقع «قوات سوريا الديموقراطية» في ريف حلب الشمالي، وأوقفوا دعمهم عند حدود منبج، ما سبب منع بدء معركة باتجاه الباب، عادوا اليوم لتوقيع اتفاق تفاهم مع «قسد» لإطلاق معركة الرقة «تحت قيادتها»، خلال «فترة وجيزة»، وفق ما أوضحت مصادر قيادية فيها.وقد يشكّل تحريك المعارك باتجاه الرقة هدفاً رئيسياً للأميركيين، لكونه سيدفع بنفوذ «داعش» نحو مدينة دير الزور، وسيعزز هجمات التنظيم على مواقع الجيش السوري، وهو ما يتفق مع رغبة واشنطن في إنهاء نفوذ دمشق وحلفائها في الشمال والشرق السوريين، لمصلحة «حلفائها المحليين».
واشنطن: ستشارك «الوحدات» الكردية في عزل المدينة

وأوضح نائب قائد «قوات سورية الديموقراطية»، قهرمان حسن، في تصريح إلى «الأخبار»، أنه تم التوصل إلى اتفاق مع «التحالف الدولي» لإطلاق معركة الرقة «قريباً»، مشيراً إلى أنهم «في طور الإعلان عن تشكيل مجلس عسكري للرقة وريفها، لإطلاق الحملة خلال الأيام القادمة».
وتزامنت تصريحات حسن مع تحضيرات تقوم بها «قسد» لحشد أكبر قوة ممكنة لبدء الهجوم على الرقة. وبدأت الاستعدادات بتوسيع «لواء التحرير»، وانضمام العشرات من أبناء ريف الرقة إليه، بعد فرار قائده السابق عبد الكريم العبيد باتجاه تركيا، وإسناد مهمّة قيادته إلى فياض الشبلي، ابن الرقة، مع تعزيز «لواء صقور الرقة» و«لواء ثوار الرقة»، ليكونا رأس حربة في الهجمات على «داعش» في الرقة وريفها، ويتوقّع أن يشكّلا عماد «المجلس العسكري للرقة» المزمع الإعلان عن تشكيله قريباً. العملية التي لا يتوقّع أن تطلق قبل نهاية هذا الشهر، ستكون على مرحلتين. الأولى ستهدف إلى تطويق «داعش» في المدينة، وقطع جميع طرق إمداده إليها، ويتوقع أن تبدأ الهجمات من ثلاثة محاور، محورين من الريف الشمالي، انطلاقاً من قرية الشركراك في ريف تل أبيض، وقرى ريف عين عيسى، أما الثالث فسيكون من قرية المكمن في ريف الحسكة باتجاه مدينة معدان في ريف الرقة الجنوبي الشرقي، لقطع طرق إمداد التنظيم بين الرقة ودير الزور. أما المرحلة الثانية فسيكون هدفها الرئيسي الدخول إلى المدينة وإنهاء وجود التنظيم فيها. ومن جانبه، أكّد الناطق باسم «قسد»، طلال سلو، في حديث إلى «الأخبار»، أنهم «تلقّوا وعوداً بالحصول على دعم كبير بالأسلحة والعتاد النوعي، بما فيها الأسلحة المضادة للدروع، لبدء معركة الرقة»، موضحاً أن القوة الوحيدة التي ستخوض المعركة هي «قسد»، وأنه «تم الاتفاق بشكل نهائي مع الأميركيين على عدم مشاركة الأتراك أو مرتزقتهم في المعركة، مقابل إشراك وحدات الحماية الكردية فيها كفصيل رئيسي».
وتتناغم استعدادات «قسد» مع تصريحات وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر التي قال فيها إن بلاده «ستواصل الحديث مع تركيا بشأن دورها في السيطرة على الرقة، لكننا نمضي قدماً الآن في العملية وفقاً لخطتنا». وأوضح أن واشنطن تنوي خوض المعركة قريباً «بالقوة المؤهلة لعمل ذلك وتطويق المدينة... والسيطرة النهائية عليها»، مؤكداً أن مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية سيتم إدراجهم «كجزء من القوة لعزل المدينة».