تطورٌ لافت كُشف النقاب عنه قبل أيام من انطلاق أعمال مؤتمر هرتسيليا الذي يبدأ يوم غد، إذ أعلن مدير «معهد السياسة والإستراتيجيا المتعدد التخصصات التابع لمؤتمر هرتسيليا»IPC Hertzilya، ألكس مينتز، إجراء المعهد استطلاع رأي في السعودية، استصرحت فيه نسبة من المواطنين السعوديين حول عدد من القضايا التي سيتناولها المؤتمر.وقال مينتز، في مقابلة مع وكالة «اسوشييتد برس» أول من أمس، إنه معجب جداً بنتائج استطلاع الرأي، مضيفاً: «ما نفكر فيه عن السعوددين هنا في إسرائيل ليس تماماً ما هم عليه، هناك وضوح كبير في المصالح والتهديدات المشتركة، حتى إن بعضهم يرغب في الانضمام إلى القوات الإسرائيلية».

وأظهر الاستطلاع أن السعوديين يرون أن إيران عدوهم الأكبر لا إسرائيل، وفي ذلك يعبر 25% من المستطلعة آراؤهم أن على إسرائيل والسعودية أن تتوحدا في وجه إيران، فيما عبرت الغالبية (85%) عن دعمها لمبادرة السلام السعودية مع إسرائيل، علما بأن هذا الاستطلاع يأتي في خضم الحديث عن لقاء إسرائيلي ــ سعودي في واشنطن.
وبالأرقام، فإن 53% من السعوديين يرون في إيران عدوهم الأساسي، فيما أعرب 22% من المشاركين عن أن عدوهم الأساسي هو تنظيم «داعش»، على أن 18% فقط أعربوا أن إسرائيل هي عدوهم الأساسي.
53% يرون إيران
عدوهم الأساسي و22% «داعش»
و18% إسرائيل

ونظم الاستطلاع بالتعاون مع جامعة «فيسكونسين ــ ميلفيكي» في الولايات المتحدة، وشارك فيه عينة من 506 مشاركين عبر الهاتف، وقد أجري الاستطلاع خلال الأسابيع الأخيرة برغم غياب علاقات دبلوماسية ظاهرة بين الدولتين. أيضاً، أظهر الاستطلاع أن معظم السعوديين يعتقدون أن دولتهم يجب أن تمتلك أسلحة نووية إذا امتلكت إيران أسلحة كهذه.
ولكن مينتز أكد أنه سيكشف عن النتائج النهائية للاستطلاع في مؤتمر هرتسليا، الذي يعد أحد أهم المؤتمرات الجامعة، للنخب العسكرية والسياسية في إسرائيل. وتبدأ أعمال هذا المؤتمر السنوي غدا وتستمر ثلاثة أيام، إذ سيناقش في اليوم الأول حرب لبنان الثالثة، وإمكانية منع حصولها وما يمكن أن يحدث إذا وقعت وإمكانية الفوز فيها، كما يناقش في اليوم نفسه الوضع الاجتماعي داخل إسرائيل وفجواته ومشاركة المرأة في العمل الدبلوماسي والأمن القومي.
أما في اليوم الثاني، فسيناقش وضع إسرائيل في «شرق أوسط متصارع» بناء على الاستعراض الاستراتيجي وتقييم المعلومات الاستخبارية، وسيحل في هذا اليوم الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ضيف شرف على المؤتمر. وفي اليوم الأخير، سيكون البحث في «الأمن القومي الإسرائيلي» عبر فقرات متنوعة تنتهي بإعلان التوصيات التي سيخلص إليها المؤتمر.
ومن اللافت أن مينتز ذكر أن المستطلعة آراؤهم كان يتم الإجابة عن أسئلتهم بشأن الجهة التي تطلب الاستصراح، بأنها المركز المتعدد التخصصات «IDC» وهو الاختصار لمعهده، دون ذكر كلمة إسرائيل.
في غضون ذلك، تناولت وسائل إعلامية إسرائيلية استطلاع الرأي باهتمام بالغ، فقد رأت صحيفة «تايمز اوف إسرائيل» أن النتائج «تشير إلى أرضية مشتركة كبيرة بين السعودية وإسرائيل، بعدما كان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو صريحاً في انتقاده للاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية». ودائماً، كما تنظر الصحيفة، فإن «نتنياهو الذي يعتقد أن ايران تسعى إلى الحصول على أسلحة نووية، يقول إن الاتفاق يترك الكثير من البنية التحتية النووية الإيرانية سليمة، ويقر بأنّ بعض الدول العربية التي لم يكشف أسماءها ــ المملكة العربية السعودية ودول الخليج السنية الأخرى ــ تتشارك مخاوفه».