أحدثت المجزرة التي نفذها العدوان اختراقاً لافتاً ضمن الاصطفاف الحادّ بين التيارات السياسية في اليمن، فلم يستطع البعض القفز فوقها أمام الرأي العام الشعبي.من بين هذه المواقف بيان "التجمّع اليمني للإصلاح" (الإخوان المسلمون)، الذي أعلن أنه "يستنكر الحادثة الإجرامية ويدينها بأشدّ العبارات"، داعياً إلى "تحقيق شفاف وعاجل للكشف عن الجريمة وإعلان ذلك للرأي العام، ومحاكمة مرتكبيها".
وكانت شخصيات محسوبة على التيار الإخواني أكثر وضوحاً في التعبير عن "خيبتها" من جريمة التحالف السعودي، فوصفت توكّل كرمان القصف على صنعاء بأنه "جريمة ضدّ الإنسانية... ولا تسقط بالتقادم"، فيما ذهب الناشط المؤيد لـ"الإصلاح"، عصام القيسي، على سبيل المثال، إلى التهديد بأنه "إذا لم يخرج مسؤول سعودي على شاشة التلفزيون لاستنكار هذه الجريمة ومثيلاتها والإعلان عن موقف مبدئي منها، فعلينا جميعاً إعلان البراءة من السعودية".
أمّا الشيخ حسين بن عبدالله الأحمر، مستشار الرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي، فاستنكر "استهداف المدنيين الأبرياء، مهما كان المبرّر"، وقال إن "ما حصل يتنافى مع كافّة القيم الإنسانية"، بينما اكتفى نائب هادي، علي محسن الأحمر، بتعزية "أنصار الشرعية" الذين قضى بعضهم في ما اعتبرها "حادثة صالة صنعاء".
بدوره، رفض نائب رئيس الوزراء (في حكومة هادي)، وزير الخارجية، عبد الملك المخلافي، ما جرى، وقال في تغريدة على "تويتر"، إن "الجريمة مُدانة مثل جرائم قتل المدنيين في كلّ اليمن، والحلّ الحقيقي لمآسي الحرب هو السلام".
من جهة أخرى، رأى عضو المجلس السياسي السابق لـ"أنصار الله"، والمنشقّ عن الحركة والمعارض لها، علي البخيتي، أن "قصف التحالف عمل حقير وعدوان وقح وجريمة حرب وعمل جبان لا يفعله إلا الأنذال"، داعياً إلى المشاركة في مسيرات الغضب.
ومن جنوب اليمن، خرجت عدة مواقف منددة بالمجزرة، خاصة من جانب الكتّاب والناشطين البارزين. وقال أحدهم: "بعيداً عن ثنائية الشرعية ــ الانقلاب، لا يمكن النظر إلى هذه الحادثة إلّا على أنّها مأساة كبرى بكلّ المعاني والأبعاد"، فيما أشار آخر إلى أنّ "مجالس العزاء أو الأعراس أو المدارس أو المسارح لا يجوز أن تكون أهدافاً عسكرية بأيّ حال من الأحوال".
(الأخبار)