دمرت القوة الصاروخية للجيش اليمني، ليل السبت الماضي، سفينةً إماراتية من طراز «سويفت»، حاولت التقدم باتجاه سواحل مديرية المخا التي تدور فيها مواجهات عسكرية بين القوات الموالية للتحالف السعودي وقوات الجيش و«اللجان الشعبية» في منطقة كهبوب القريبة من باب المندب. وأكد مصدر عسكري يمني أن عملية استهداف السفينة الحربية الإماراتية التي تستخدم لنقل العتاد والأفراد أدت إلى تدميرها بالكامل، وأن 22 جندياً كانوا على متن السفينة قد قتلوا. القوات المسلحة الإماراتية، أكدت تعرض السفينة الحربية التي قالت إنها مستأجرة من القوات البحرية الأميركية للهجوم ولم تشر إلى الأضرار التي طاولت السفينة وعدد الضحايا، إلا أن قوات «التحالف» بقيادة السعودية قالت إن السفينة المستهدفة «مدنية»، وإنها «كانت في طريقها إلى عدن في مهمة إنسانية في تناقض واضح مع ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية التي اعترفت باستهداف الجيش اليمني لسفينه حربية إماراتية».
قالت مصادر إن 22 جندياً إماراتياً قد قتلوا في العملية

من جهته، فنّد «الإعلام الحربي» التابع لحركة «أنصار الله» تلك المزاعم بنشر مقاطع فيديو لعملية استهداف السفينه الحربية الإماراتية بصاروخ من نوع «C-802» تملكه قوات البحرية، مؤكداً أنّه «بعد استهداف السفينة واندلاع النيران فيها شوهدت زوارق حربية تهرع إلى المكان»، إلا أن قوات الجيش و«اللجان الشعبية» استهدفت تلك الزوارق بصواريخ الكاتيوشا، ما أدّى إلى تفرقها. ومعروف أن الصاروخ «C-802» مخصص لاستهداف البوارج والسفن الحربية، وهو الصاروخ نفسه الذي استخدمه حزب الله في اليوم الثاني من حرب تموز في 2006، في استهداف بارجة «ساعر 5» الحربية الإسرائيلية.
ووفق مصدر عسكري يمني فإن الصاروخ الذي استهدف السفينة الإماراتية يبلغ طوله ستة أمتار، وبمدى يصل إلى ١٢٠ كلم ووزن 750 كيلوغرام، ورأس حربي متفجر يزن ١٥٠ كيلوغراما. ولفت المصدر إلى أن القوة الصاورخية التابعة للجيش اليمني طورت هذا النوع من الصواريخ فأصبحت تستخدمه بالكتف عبر منصات متنقلة. وجاءت عملية استهداف البارجة بعدما أكدت مصادر موالية للرياض أن «التحالف» رتب خلال الاشهر الماضية لمعركة برية وبحرية بهدف السيطرة على مضيق باب المندب وهو ما عده مراقبون محاولة لجرّ المضيق إلى الحرب، وهو ما يهدد خطوط التجارة والملاحة الدولية للخطر.
وفي أول تصريح للمتحدث باسم الجيش اليمني، شرف لقمان، أكد أن استهداف السفينه البحرية من قبل القوة الصاروخية للجيش و«اللجان الشعبية» يأتي في سياق الرد على العدوان، ونفى أن تكون السفينة مدنية، مؤكداً أنه جرى تحديدها بدقة منذ دخولها المياه الإقليمية اليمنية. وأشار إلى أن «سواحل اليمن ليست للنزهة وأي سفن تابعة للعدو سوف تستهدف».
«التحالف» وبعدما تلقى ضربة موجعة من قبل الجيش اليمني و»اللجان الشعبية» في سواحل المخا التابعة لمحافظة تعز، رد باستهداف العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات بسلسلة غارات، سقط على أثرها عشرات المدنيين بين قتيل وجريح. وفي سياق متصل ارتكب طيران «التحالف» أول من أمس، مجزرة جديدة بحق 11 صياداً يمنياً وأفريقياً على سواحل المخا، كما استهدفت مدينة المخا الساحلية بعشرات الغارات خلال اليومين الماضيين.