شهدت الجبهات الحدودية في الداخل السعودي، خلال الشهرين الأخيرين، ارتفاعاً ملحوظاً في العمليات القتالية التي تنفذها القوات اليمنية على تخوم المعسكرات والمواقع الرقابية الحدودية في كل من عسير وجيزان ونجران، وخصوصاً في عمليات القنص والكمائن ضد الآليات وناقلات الجند العسكرية السعودية.وفيما تواصل القوات اليمنية توسعها في الداخل السعودي منذ عودة المواجهات إلى تلك الجبهات عقب انهيار التهدئة وعودة الحرب إلى سابق عهدها، ذكرت وسائل إعلام سعودية أن تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى مناطق نجران. وقد أفادت مصادر ميدانية، بأن كتيبة المشاة 42 ستلتحق بالقوات السعودية في نجران وهي تابعة للواء الأمير تركي بن عبدالله الأول. ووصف مصدر عسكري الكتيبة بـ«نخبة وحدات الحرس الوطني»، مضيفاً أنها تمتلك أسلحة متطورة على مستوى الشرق الأوسط، وقد تناقلت محطات تلفزة سعودية مشاهد لتعزيزات عسكرية تتضمن عشرات الآليات المدرعة قالت إنها في طريقها إلى نجران.
وثق «الإعلام الحربي» خلال 40 يوماً أكثر من 77 عملية قنص

وتأتي هذه الخطوة مباشرةً بعد خطاب زعيم حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، الذي خاطب فيه للمرة الأولى «شعب الجزيرة العربية وخصوصاً سكان المناطق الجنوبية للمملكة»، ما يعكس قلقاً سعودياً من الدعوات التي تضمنها الخطاب، وقد يشير إلى منحى جديد قد تأخذه المعارك في جبهات الأراضي الجنوبية خلال الأيام المقبلة. وكان الحوثي قد أبدى الاستعداد لمد اليد لهؤلاء السكان في مواجهتهم للنظام السعودي.
وقد وثق «الإعلام الحربي» خلال مدة زمنية لا تتجاوز الـ40 يوماً أكثر من 77 عملية قنص، حصد مُعظمها ضباطاً وقيادات عسكرية سعودية أثناء تأديتهم مهمات رقابية في محيط مواقعهم العسكرية أو أبراج الرقابة الاسمنتية المحيطة بالمعسكرات وغرف العمليات العسكرية، مشيراً إلى أن العمليات جاءت عقب عمليات تنصت ومراقبة قامت بها فرق قتالية متخصصة. وأضاف المصدر أن عمليات القنص تستهدف بشكل رئيسي ضباطاً وقيادات عسكرية سعودية.
ومن المرجح أن تكون حصيلة القتلى في صفوف الجيش السعودي نتيجة عمليات القنص، قد تجاوزت الرقم المعلن رسمياً من الجانب السعودي، ولا سيما أن الرقم محصور بما وثقته عدسة «الإعلام الحربي» بين شهري تموز وآب الماضيين.
وتأتي عمليات الكمائن التي ينصبها المقاتلون اليمنيون على طرق وخطوط إمداد الجيش السعودي في الدرجة الأولى من العمليات «الناجحة»، لناحية عدد ما توقعه في صفوف القوات السعودية، غير أن الحصول على نتيجة دقيقة صعب جداً في ظل سياسة التكتم الكبيرة التي يفرضها النظام السعودي على خسائر جيشه في معاركه مع اليمنيين، لكن المصادر الميدانية اليمنية المطلعة، تفيد بأن خسائر الجيش السعودي في الأرواح بلغت «أرقاماً قياسية». وتؤكد المصادر أن متوسط ما ينفذه المقاتلون اليمنيون من كمائن ضد القوات السعودية يصل من أربع إلى خمس عمليات يومياً وغالبيتها يجري تنفيذها ضد أطقم عسكرية وناقلات جند. وتشير المصادر إلى وقوع اشتباكات بالأسلحة الخفيفة في حالة نجاة البعض ممن كانوا على متن الآليات العسكرية.
تجدر الإشارة إلى أن هذه العمليات تأتي على فترات متقطعة وتترامن مع التوسع الميداني من قبل القوات اليمنية على الأرض داخل العمق السعودي، ما يعطي الفرق اليمنية المتخصصة بعمليات القنص والكمائن بيئة قتالية خصبة لهذا النوع من معارك الاستنزاف ويفسر في الوقت نفسه الارتفاع الكبير في أعداد القتلى في صفوف الجيش السعودي.