كشفت مصادر مصرية، في حديث إلى «الأخبار»، عن أن السفارة الإسرائيلية لدى القاهرة تسعى إلى خلق «حالة من التواصل الاجتماعي مع المصريين» حالياً، وأن هذا الأمر رصد منذ أكثر من عام، في ظل سعي القائمين على السفارة إلى لقاء مختلف القوى السياسية المصرية والدخول في حوارات اجتماعية «لكسر حالة العداء الشعبي».المصادر، التي شدّدت على إخفاء اسمها، قالت إن لقاءات عدة رفضتها قوى سياسية مختلفة مع السفير الإسرائيلي السابق أو الحالي، وخاصة بعد الأزمة التي حدثت في البرلمان عقب استضافة النائب توفيق عكاشة، السفير السابق في منزله في الدقهلية قبل أن يصوّت مجلس النوّاب على إسقاط عضوية عكاشة بسبب هذا اللقاء.
لكن مصدراً آخر مطلعاً على طبيعة المباحثات المصرية ــ الإسرائيلية باستمرار تحدث عن وجود «رغبة إسرائيلية في تفعيل الجوانب الاجتماعية والثقافية بين البلدين على خلفية اتفاقية كامب ديفيد»، مشيراً إلى أن القيادة المصرية أكدت أنها غير قادرة على إقناع مجتمعها بتفعيل التعاون في المجالات المختلفة، لكنها سمحت لسفارة تل أبيب بالتحرك في إطار «لا يخالف القوانين المصرية».
وأضاف المصدر نفسه أن سفارة العدو ترسل تحركاتها مسبقاً إلى الخارجية المصرية وكذلك تفاصيل اللقاءات التي تجرى، وخاصة أن عملية التأمين لتحركات السفير الحالي تجعل من المستحيل أن يتحرك بمفرده ومن دون أي حراسة. كما أشار إلى أن تحركات الأخير تعمل الأجهزة الأمنية على تعقبها عن طريق إدارة الحراسات الخاصة في وزارة الداخلية، بالإضافة إلى «الخارجية» التي تحرص في ظل الأوضاع الأمنية الحالية على متابعة تحركات كل السفراء وليس الإسرائيلي فقط.
ولفت، أيضاً، إلى أن السفير الحالي، ديفيد جوفرين، يسعى إلى الخروج من العزلة التي فرضت على من سبقوه في هذا المنصب، لذلك هو يتحرك ويزور المقاصد السياحية المصرية المختلفة، بالإضافة إلى المعابد اليهودية وغيرها، وهي تحركات تتابعها الخارجية «بحرص شديد».
وأثار إعلان جوفرين أخيراً عن لقائه مع ممثلي الطائفة الأرثوذكسية في الإسكندرية حالة من الجدل في الأوساط القضائية، علماً بأن لقاءات كثيرة طلب السفير إجراءها (اعتمدت أوراقه الشهر الماضي) خلال زيارته الأخيرة، لكن شخصيات كثيرة رفضتها، ومن بينها قيادات كنسية غير التي قابلها.
ووفق مصادر في الكنيسة المصرية، فإن السفير الإسرائيلي يسعى عبر تكرار طلب اللقاء مع القيادات الكنسية إلى رفع حظر السفر عن الأقباط المصريين إلى القدس المحتلة، وذلك على خلفية القرار التاريخي للبابا شنودة، علماً بأن جوفرين طلب أيضاً لقاء البابا تواضروس الثاني في وقت سابق، لكنه لم يحصل على رد بالرفض أو القبول حتى الآن.