يدخل حصار بلدتي كفريا والفوعة، شمال شرقي إدلب، شهره الثالث، ليزيد من سوء الأوضاع الإنسانية التي يعانيها سكان البلدتين. حاول أهالي البلدات المجاورة مساعدة أشقائهم، إلا أن مسلحي «تنظيم القاعدة في بلاد الشام _ جبهة النصرة»، يستهدفون على نحو مستمر محاصيلهم الزراعية ليمنعوهم من مساعدة أهالي البلدتين المحاصرتين.
أحد سكان بلدة الفوعة روى لـ«الأخبار» أن مسلحي «القاعدة» أضرموا النار في أراضٍ زراعية لأهالي بلدتي رام حمدان ومعرتمصرين المجاورتين. وأضاف: «قمنا بإخماد النيران، وجاء أصحاب الأراضي وشكرونا، وأكدوا أن ما يحصل خارج عن ارادتهم». ويتابع أنّ المسلحين علموا بما حصل، فاعتدوا بالضرب على أصحاب تلك الأراضي.
وأشار إلى تعاطف معظم سكان البلدات المجاورة مع أهالي بلدتي كفريا والفوعة ورفضهم للحصار المفروض من قبل مسلحي «القاعدة»، مؤكداً وجود تواصل مستمر بين عدد كبير من سكان بلدات رام حمدان، ومعرتمصرين، وطعوم، لايجاد أي وسيلة يمكنهم من خلالها تقديم المساعدة. ويستهدف مسلحو «القاعدة» الأراضي الزراعية لبلدتي الفوعة وكفريا بالقنابل الحارقة على نحو مستمر، ويجري إخماد النيران سريعاً خوفاً على المحاصيل التي تساهم في تخفيف معاناة الحصار.
وعن الوضع الانساني داخل البلدتين، قال عدد من الأهالي لـ«الأخبار» إنّ الطائرات المروحية ترمي «ربطات الخبز»، إلا أن بعضها يسقط في مناطق خطرة لا يمكن احضارها. أما على الصعيد الصحي، فهناك حالات يجب إخراجها من البلدتين، نتيجة تعرض أصحابها لإصاباتٍ خطرة جراء القصف، كما أنه لا يمكن إجراء العمليات الجراحية في المشافي الموجودة، إلى جانب النقص الحاد بأدوية مرضى القلب والكلى.
وتحدث أحد السكان عن صعوبة تأمين المياه، نتيجة التقنين في مادة المازوت التي تشغّل مشروع محطة مياه الفوعة، مشيراً إلى أن المياه تأتي كل عشرة أيام، وقد وصل سعر صهريج المياه إلى 4000 ليرة سورية.
وبلغ عدد شهداء البلدتين منذ أول يوم للحصار، بحسب مصادر طبية، إلى أكثر من 30 شهيدا، بينهم أطفال ونساء معظمهم قضوا بالقذائف التي سقطت على البلدتين، وآخرون جرى قنصهم خلال محاولتهم جني المحاصيل.