بعد مرور أشهر على حالة الهدوء وانخفاض عدد العمليات الفدائية في الضفة المحتلة والقدس، ومع اقتراب ذكرى السنوية الأولى على «انتفاضة القدس»، شهدت فلسطين، يوم أمس، ارتفاعا مفاجئا في العمليات ضد جنود العدو الإسرائيلي خلال يوم واحد. فقد استشهد فلسطينيان وأردني بعد محاولتهم، وفق إعلام العدو، تنفيذ عمليات طعن ودهس في القدس ومدينة الخليل (جنوب).ففي منطقة باب العمود في القدس، استشهد سعيد عمرو (٢٨ عاماً) أردني الجنسية، برصاص شرطة العدو، بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن ضد أفراد من الشرطة الإسرائيلية، التي قالت في بيان إن «قوة من حرس الحدود، أحبطت محاولة شاب أردني في العشرين من عمره، تنفيذ عملية طعن بسكين ضد أفرادها قرب باب العمود (أحد أبواب المسجد الأقصى) شرقي القدس».
وأضافت الشرطة أن «أفراد القوة الإسرائيلية أطلقوا النار على الشاب وأردوه قتيلا»، مشيرة إلى عدم إصابة أي من عناصر القوة. كما ذكرت وسائل إعلام العدو أن الشهيد عمرو دخل إلى فلسطين المحتلة أول من أمس ليلاً، بعدما حصل على تأشيرة الدخول من السفارة الإسرائيلية في الأردن.
كان عدنان يقود مسيرة تضامنية مع الأسرى في جنين

وقالت مصادر فلسطينية إن الشهيد أُصيب بثماني طلقات في منطقة الرقبة والصدر. وبعد نقل جثمان عمرو، وضع المقدسيون، تكريماً للشهيد، وروداً في مكان استشهاده.
في وقت لاحق، أعلن جيش العدو مقتل شاب وإصابة فتاة فلسطينية بجراح خطيرة، قرب مستوطنة «كريات أربع»، جنوبي الضفة، بزعم محاولتهما تنفيذ عملية دهس ضد مجموعة من المستوطنيين. وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن «شابا فلسطينيا قتل وأصيبت فتاة أخرى بعد إطلاق جنود الجيش النار عليهما، إثر محاولتهما تنفيذ عملية دهس».
وذكر البيان أن ثلاثة مستوطنين أصيبوا جراء محاولة الدهس، لكن صحيفة «معاريف» العبرية، أفادت بأن «جراح المستوطنيين طفيفة إذ أصيب اثنان منهم بالصدمة والثالث بالشظايا»، من دون أن توضح طبيعة الشظايا. وتبين أن الشهيد هو فراس موسى البيراوي، والفتاة الجريحة هي خطيبته رغد عبد الله الخضور، شقيقة الشهيدة مجد الخضور.
بعد ساعات على استشهاد البيراوي، أطلق جيش العدو النار على شاب في البلدة القديمة من مدينة الخليل. وقالت مصادر فلسطينية إن الجنود أصابوا شاباً برصاصات عدة في حي تل الرميدة، مانعين سيارات الإسعاف من الوصول إليه، فيما ادعى العدو أن «الشاب الفلسطيني طعن جنديا إسرائيليا وأصابه بجروح في وجهه».
في سياق موازٍ، قمعت الأجهزة الأمنية الفلسطينية مسيرة تضامنية دعت إليها «حركة الجهاد الإسلامي» في جنين، شمالي الضفة، تضامناً مع الأسرى ورفضاً لانتهاكات المستوطنين في المسجد الأقصى. وهاجمت الشرطة الفلسطينية المتظاهرين والصحافيين الموجودين في المكان، وأطلقت عليهم القنابل المسيلة للدموع.
ردّا على ذلك، قالت «الجهاد» في بيان أمس، إن «اعتداء عناصر أمنية تابعة لسلطة أوسلو على قمع تظاهرة إسناداً للأسرى، جريمة ومؤامرة مدبرة ومنسق لها مع الاحتلال». وأضاف الحركة: «في تطابق تام مع سياسات الاحتلال الصهيوني، أقدمت عناصر سلطة أوسلو على قمع تظاهرة جماهيرية خرجت إسناداً للأسرى الأبطال وتأكيداً على خيار المقاومة والانتفاضة في وجه الاحتلال الصهيوني»، مطالبة بالإفراج عن كل المعتقلين وفي مقدمتهم الشيخ خضر عدنان، ومؤكدة «استمرار الفعاليات المساندة للأسرى».
إلى ذلك، وضعت وزارة الخارجية الأميركية، القيادي في «حركة المقاومة الإسلامية ــ حماس»، فتحي حمّاد، في التصنيف الخاص لقائمة «الإرهاب الأجنبي». وأشار بيان وزارة الخارجية إلى أن حماد «عمل كوزير داخلية في (حكومة) حماس، حيث تضمنت مسؤوليته الأمن الداخلي لغزة، وهو منصب استغله لتنسيق عمل الخلايا الإرهابية». وتابع: «لقد أسس حماد تلفزيون الأقصى، وهو الوسيلة الإعلامية الرئيسية لحماس التي تتضمن برامج مصممة لتجنيد الأطفال ليصبحوا مقاتلين مسلحين وانتحاريين عند بلوغهم».