أعلنت السعودية رسمياً وإعلامياً خمسة قتلى عسكريين في المعارك الأخيرةالعملية العسكرية الواسعة التي أطلقها الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» أمس، ترمي إلى السيطرة على الجبل مع ما يعنيه ذلك من وضع اليد على القرى والمساحات الجغرافية الواسعة المشرف عليها. والأهم من ذلك هو السيطرة النارية على الطرق والخطوط الرئيسية الرابطة بين قرى ومدن محافظة الحرث، ومعها مواقع ومعسكرات سعودية بالعشرات متمركزة في تلك المناطق، من بينها مراكز إسناد ودعم مرتبطة بمواقع وثكن على المرتفعات الجبلية.
وتكمن أهمية الجبل الذي يبعد 100 كيلومتر عن مدينة جيزان – مركز القطاع ــ في استراتيجيته وفق الحسابات العسكرية الميدانية، حيث يتصل بجبل الرميح لجهة الغرب، ما يجعله نقطة بداية للمرتفعات الجبلية الممتدة حتى سواحل البحر الأحمر. ويعد جبل دخان أحد الجبال التي ذاع صيتها أيام الحرب السادسة (2009 ــ 2010) حين نجح «أنصار الله» في تحويله إلى أكبر نقطة استنزاف للجيش السعودي، قبل إعلانهم السيطرة عليه.
وكان «الاعلام الحربي» التابع للقوات اليمنية قد أعلن مقتل عدد من الجنود السعوديين باستهداف آليتهم في جبل الدخان، أعقبتها عمليات قصف مدفعي مكثف طاولت عشرات المواقع العسكرية السعودية على الجبل. وفي عملية نوعية على الجبل نفسه، أعلن مصدر ميداني قنص قائد كتيبة قوة التدخل السريع إضافة إلى جنديين آخرين أثناء وجودهم على موقع التبة الحمراء في جبل الدخان، ولم يستبعد المصدر أن يكون القائد السعودي قد استُدعي إثر احتدام المعارك في محيط الجبل، مشيراً إلى وجود قوات سعودية كبيرة موزعة على السلسلة الجبلية.
من جهتها، أعلنت السعودية يوم أمس، سقوط خمسة قتلى في معارك منطقة جيزان. وبحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، أدى قائد حرس الحدود في منطقة جيزان، اللواء محيا العتيبي، صلاة الميت على الجندي موسى بن محمد دائلي من منتسبي حرس الحدود. وذكرت الوكالة أن الجندي «قُتل وهو يدافع عن دينه ووطنه بقطاع ظهران الجنوب»، جنوبي المملكة، على الحدود مع محافظة صعدة، معقل الحوثيين، شمال غربي اليمن.
وفي خبر آخر، ذكرت الوكالة، أن مدير شرطة منطقة جيزان، اللواء ناصر بن صالح الدويسي، نقل، تعازي الملك سلمان وولي عهده، وولي ولي العهد، لأسرة ضابط يدعى حمود محمد عواجي، وقالت إنه «استشهد في الحدّ الجنوبي للمملكة».
وفي خبر ثالث، قالت «واس» إن وزير الحرس الوطني متعب بن عبدالله، قدّم اليوم تعازيه لأسرة أحد الجنود الذي قتل بعد إصابته في الربوعة على الحدود اليمنية، مدافعاً عن دينه ووطنه». ولم تعلن الوكالة توقيتات مقتل الجنود الثلاثة، ولا ظروف مقتلهم.
وفي محافظة «أبو عريش» التابعة لإمارة جيزان على الحدود مع اليمن، قالت صحيفة «عكاظ» السعودية، إن محافظ أبو عريش، محمد بن ناصر، نقل تعازي أمير منطقة جيزان، لأسرة ضابط يدعى أحمد بن حسن عطيف قُتل «أثناء ذوده عن الدين والوطن في الحدود الجنوبية»، كما تناقلت وسائل إعلام سعودية، أن مواطناً من جيزان قدّم ثاني أبنائه «شهيداً» بعد عام من سقوط الأول، فيما ذكرت هذه الوسائل أن الجندي أحمد طوهري، قُتل أول من أمس، في الحد الجنوبي للمملكة، بعد عام من مقتل شقيقه الجندي هادي طوهري، لتكون حصيلة القتلى العسكريين السعوديين المعلن عنهم في المعارك الأخيرة، خمسة قتلى.