خيّم هدوء نسبي على جنوب حلب، أمس، بعد معارك عنيفة بين الجيش السوري وحلفائه من جهة، ومسلحي ائتلاف «جيش الفتح» من جهة أخرى. وترافق إنجاز الجيش بحصار المسلحين في الأحياء الشرقية مع تثبيت القوات لمواقعها ونقاطها الجديدة في قرية المشرفة والتلال المحيطة، إضافة إلى منطقتي البرادات والزيوت، تحسّباً لهجومٍ مباغت لمسلحي «الفتح» بهدف كسر الحصار.
حلّقت طائرتا استطلاع أميركيتان فوق قاعدة حميميم الجوية
وفيما يشدد «الفتح» على أن «المعركة كرّ وفرّ»، يؤكّد الجيش وحلفاؤه أن الطوق حول الأحياء الشرقية «خطّ أحمر»، وذلك بالتزامن مع قيام قائد «فيلق القدس»، الجنرال قاسم سليماني، بجولة على نقاط عسكرية في جنوب حلب.
وبانتظار الجولة المقبلة من المعارك، فإن قوى الريف الشمالي تستكمل رسم المشهد هناك، إذ سيطر مسلحو «الجيش الحر»، في إطار عمليات «درع الفرات»، على قرى الأيوبية، وصندي، والروضة، وتل الهوى شرقي بلدة الراعي، بالتوازي مع تصديها لتقدم مسلحي «داعش» على جبهة قرية الوقف، جنوبي الراعي، فيما أعلنت «أعماق»، وكالة التنظيم الإخبارية، مقتل جنديين تركيين، إثر تدمير دبابتين للجيش التركي بصاروخين موجّهين هناك.
وفي السياق، أبدى قائد «فرقة السلطان مراد» (الحر)، أحمد عثمان، رغبته في إقامة «منطقة آمنة» في المناطق الحدودية التي يستعيدها «الحر» بالدعم التركي، وفق وكالة «رويترز». وتوقع مواجهة مرتقبة بين المسلحين المدعومين من تركيا والأكراد، «لأنهم لم ينسحبوا من المنطقة بناءً على مطالب الولايات المتحدة وتركيا». وأشارت مواقع معارضة إلى وجود «محاولات لتشكيل مجلس عسكري تركماني من قبل المخابرات التركية، لإدارة مدينة جرابلس، في الريف الشمالي، بعد طرد داعش منها». وقالت المواقع إن «فرقة السلطان مراد» هي أحد الأطراف المعنية بذلك.
في غضون ذلك، كشفت أمس وسائل إعلام روسية قيام طائرتي استطلاع أميركيتين من طراز «P-8A بوسيدون» بالتحليق فوق قاعدة حميميم الجوية، التي تتخذها القوات الروسية مقرّاً لها. وأفادت وسائل الإعلام بأن هذا النوع من الطائرات يستخدم لأغراض الاستطلاع والتجسّس والبحث وتدمير الغواصات.
(الأخبار)